- كتب: د. عبدالعزيز علوان
الإهداء: إلى مهندس هذه القراءات المهندس عدنان شمسان العريقي
الأغاني الشعبية في الأعراس
في الأعراس تصاحب الأغاني الشعبية ، إيقاعات مناسباتية راقصة خاصة، و تدور مواضيعها في دائره المعاناة اليومية للترويح على النفس بالرقص والطرب .
فهذي تترحم لعمرها الذي أنتهى وهي مراعي ( للفرج ) الزواج، فقد أنتهى عمرها ، فجائع ، وطلعة ونزلة في درج البيت:
وانا عليً زلج عمري زلج
زلج واني مراعي للفرج
زلج فجائع و نزله بالدرج
كل البنادق التي تسمى (ميازر ) ، لها شوكة لضرب مؤخرة الرصاصة عند اطلاقها ، ولها ( جر ) سلك زنبركي لأعادتها إلى وضع الاستعداد للانطلاق، ومع حبيبي ستكون هذه العملية مثلا لي ( شَجُره ) سوف أخذه بكثير من التأني ( البصر ):
كل الميازر على شوكه وجر
وانا حبيبي شجره بالبصر
طول القامة مع طول العنق ، قد يصاحب بعض الغرور لدى هولاء الأشخاص ، وبالتالي فإن الدعوة لهذا المعنق والطويل وإن كانت لا تخلو من السخرية ، فإنها تطالب بالمشي المعتدل ( دلا ..دلا ) ليخفف قليلا من هذا الكبر :
دلا دلا وا معنق وا طويل
دلا دلا خفف الكبره قليل
ويغني بعض الشباب هذه الأغنية بإختلاف بيٌِن. ( منعنع بدلا عن معنق ) ولا تتناسب مع الشطر الأول إذ يقول خفف من الكبر تحتك مسلمين ، فهل منعاه يمشي فوق رؤوس المسلمين أو فوق مقابرهم حسب أحد الزملاء أم ماذا ؟!:
دلا دلا وا منعنع وا طويل
خفف من الكبر تحتك مسلمين
البخت والنصيب ، من الأشياء التي تربطها المرأة بالقدر المكتوب عليها ، فهذه تترحم على بختها ، لأنها ليست متزوجة ، وليست أرملة ، كما أنها ليست مغترب مكفل على إقامته ، أو عسكري في ثكنته ، سخرية شديدة المرارة ، ونقد اجتماعي للرجل الذي يصبح مقيدا في غربته بالكفيل ، أو العسكري المرابط في ثكنته:
يانا علي ماهذا البخت لي
لا ني مزوج ولني ارملي
لا ني مكفل ولا ني عسكري
عندما يكون الحس والخاطر مع شخص آخر، يجعل هذا الشخص( إمرأة هنا ) تدس أغنية لمن يغنين في الأعراس ، بهذه الأغنية ، ( هذه هي حكاية الأغنية كماسمعتها ) ، وبالتالي لفت انتباه صاحب العرس للاعتناء بهذا الشخص الذي اسمه أحمد المشهور بحيائه ومولعته ( حبه الشديد أو شرهه الشديد للقات ):
حسي مع احمد و حس احمد معي
ومرقحوا احمد كما احمد يستحي
ومرقحوا احمد كما احمد مولعي
سألتكم بالله أن تشهدوا لي على هذا العسكري ، فلا هو مزوج . ولا ( فك لي ) بمعنى الطلاق، وهي صرخة احتجاجية على طول غياب هذا العسكري، في ثكنات المعسكرات:
بالله اشهدوا لي على ذا العسكري
لنه تزوج ولنه فك لي
لا تكتبوا اسمي ولست في البيان المعني بالأمر ، لأنني لست( مغني) أمتهن الغناء ولست (بورزان = ضارب النفير ) ، أي أنها ليست من المشاهير الذي تكتب أسماؤهم ، في قوائم الحصول على الأموال والهدايا:
لا تكتبوني ولا ني في البيان
لا ني مغني ولني بورزان
للدودحية حكايتها المشهورة، والتي تناقلتها الألسن ، محملة الدودحية وحدها وزر ما حدث لها نظير قصة عشقها ، بعد رفض أبوها زواجها من ابن عمها ، وعندما تناقلت الأخبار نبأ وفاة الدودحي ، صدعت الأغنية ، بهذا البوح الذي أكدت فيه تحميل الدوحية ذاك الوزر ، وإن موت الدودحي جاء بعد إن ( قرح ) أنفجر قلبه ، مقهورا من فعل البنات وقد تكون هذه الأغنية من أغاني المناطق الوسطى:
الدودحي قا قرح قلبه ومات
لا مات له مات من قهر البنات
لماذا ، تسبلي أجفانك ياعيون بكثر البكاء ، الذي تبكيه على آخرين ، وانت لا أحد يبكي عليك ، والمقصود التعاطف والتضامن مع الآخر ، من طرف واحد:
لمو لمو وا سبل عيني بكبيت
تبكي على الناس محد يبكي عليك
هذا أنت الذي خوفتني ، بأقوالك وأفعالك ، وكل الناس المحيطين بي خائفين ، فأمرك موكل إلى الله ، فقد زيدت على تخويف الناس بحلف اليمين:
خوفتني وا لناس منك خائفين
امر لله زدت تحلف اليمين
( بارق تِشَمل ) بمعنى أومض من جهة الشمال ، مع دمنة خدير ، و هذا بشائر بزيادة وفرة الخير ، ففي هذا الخير ( المزن تسكب ) السحاب تسكب المطر ، والكيال يكيل الحبوب ، ( دوام الخير ):
بارق تشمل مع دمنه خدير
المزن يسكب والكيال يكيل
من رأس سورق ( جبل ) منطقة في مديرية ماوية ، ( بدا ) ظهر (فرخ الحمام) لواحد من الحمام الصغيرة ، الفتاة في بداية الشباب ، فيا سُعد من طار إلى حضنه ونام:
من رأس سورق بدا فرخ الحمام
ياسعد من طار الى حدفه ونام
عند ما يُحمد الله على مافي الضمير ، برضاء الشخص عن أعماله ، فإنه يغامر في أخد حبيبه (رضا) بالطرق السليمة أو ( صميل ) بالقوة:
الحمدلله على ما في الضمير
لا شل حبيبي رضا والا صميل
(محوط الله ) بمعنى تحيطه عين الله بالرعاية تقال للتحرز من العين و ( مجور قامته ) بمعنى أن قامته مصونه بهذه العناية ، ( زُراعي ) تصغير لواحد من الزع الذي ينبت بعد الذري في الأيام المناسبة للذري نيسان ، وهو رمز للحبيب الذي يشبه هذا الرزع عندما يستوي على سوقه ، ويسقى في ليلة انسكاب المطر :
محوط الله مجور قامته
زراعي نيسان سقا من ليلته
تمن متبادل فليت كل منا يكون من نصيب الآخر ، وأن تتقابل دارهما ، لمزيد من الشغف الرؤيوي:
ياليتنا لك ويا ليتك لنا
ياليت دارك مقابل دارنا
عندما يقوم الحبيب ، ويذهب للتمشيه ، فإن مشيته تكون محل أنظار الناس وربما تصيبه العين ، وبالتالي فأن ( حجب ربي حجب ) هي كتميمة لفظيه تقال في مثل هكذا حال ، (وقريطس الذهب) دلالة على الحُسن الجاذب للأنظار :
وان قام يمشي حجب ربي حجب
حجب علو قريطيس الذهب
قد يتوزع القلب بين أكثر من حبيب ، ليترك الانسان( رجل أو إمرأه ) في حيرة من أمره ، فهذا القلب المتوزع بين الحب والرحمة ، يصاب بحيرة قلبه الواحد الذي لا يقبل القسمة على اثنين يصف الحال ما قبل الزواج:
واحد احبه وواحد ارحمه
والقلب واحد وكم شقسمه
- (… إجازة قصيرة تنشيطية)