- كتب: د. عبدالعزيز علوان
الاهداء : إلى مهندس هذه القراءات المهندس عدنان شمسان العريقي
النسبية والتمني
النسبية في الأدب ، الشعبي قد تكون قديمه ، قدم التوق ، لنيل المراد في طرفة عين ، و (ليت) للتمني أن يكون النهار ساعه( تسارع في الزمن) ، والليل شهرين، تباطؤ في الزمن ، ( من شان ) من أجل نسمر يا حبيبي الاثنين :
ليت النهار ساعة والليل شهرين
من شان نسهر يا حبيبي الأثنين
وقد أتخذ الشعر الغنائي من هذه النسبية الأدبية
الشعبية متنفسا له في أغنية:
ليت والله والايام ثواني
والسنه يوم والشهر ساعه
يتوقف الزمن النفسي ، على الحالة النفسية للمرء نفسه ، ففي حالة الانتظار ، يشعر المرء بطول الزمن ، وكآبته وقلقه ، وفي لحظات الأنس والسعادة ، يشعر المرء بقصر الزمن ، ومن أمثلة طول وقصر الزمن هذا البيت الشعري:
صرت اشكو طول ليلي بعدما
كنت اشكو قصر الليل معك
يتضح من البيت أن الزمن النفسي اختلف تبعا للحالتين النفسيتين ، طول في الوحدة ، وقصر في اللقاء:
المسامرة
ما أجمل السمرة (جمب) جوار المحبين ، وإن كانت تتفق بقصر الوقت ، وتحدده بساعة ، ولفظ الساعة في الأغاني الشعبية يدل على قصر الوقت ، ففي مثل هذه السمرة بين الحبيبين ، أحدهما يصف الفترة الزمنية التي أنقضت بساعة ( وقت قصير) والآخر يقل بأن الوقت ( حين ) لا زال مبكرا:
يا محسن السمرة جمب المحبين
واحد يقول ساعة واحد يقول حين
وما أجملها من سمرة ، حبيب لحبيب ،( زوج زوجه ) حيث يكون العناق بلملمة الصدور ومخالفه السواعد:
يا محسن السمرة واحد لواحد
لمو الصدور وخالفوا السواعد
صياح الديك علامة من علامات قدوم الصباح ، (يا الديك يا الصياح ) أنت أيها الديك كثير الصياح ، الذي تعلن بصياحك مقدم الصباح الذي يوقظ نساء القرى ويبدأن تجهيز أنفسهن للخروج المبكر لجلب الماء ، فالماء أول الاعمال التي تقوم بها المرأة، ( يجعلك السار ) يجعل الله نهايتك مع هذا الحيوان الذي يهاجم حضائر الدجاج ، جزاء لحرماني من السمر إلى جانب الاخضر ( وكان هناك تغطية لشيء ما ):
يا الديك يا الصياح يجعلك السار
حرمتني السمره بجنب الا خضر
أغراض أخرى
المقرمة غطاء للرأس كانت المرأة اليمنيه تضعه فوق قطعة قماش يسمى المصر ، لتغطية رأسها
كانت ترسم فوق ( المقرمه ) صورا مشجرة، واعطاء هذه الصفة للحبيب بانه ( مقرمه مشجر ) تشير إلى كثرة الأشكال الغير حقيقيه التي يظهر فيها ، أو أنه مجرد صورة كثرت عليها النقوش ، المنظر مليح ، والسلوك خيبه ، ولهذا السبب تأتي ( لاسامح الله ) من خطب وجاء مع هذا الخاطب:
حبيبي يامقرمه مشجر
ﻻسماح الله من خطب و ندر
الحب فطرة انسانية ، وعادة من عادات الناس ، لا يقتل احدا ، ولا يضرب الرأس ( يقطع الرأس ) :
يا مسلمين الحب من عادات الناس
ما قا قتلش مقتول ولا ضرب رأس
حين يسكن ( يستقر ) الحب بالقلب ، لا يستطيع أن يخرجه منه ، أي صوفي ، أو مقضي (الذي يعمل محبات )، وإنما قد يخرجة شخص لا يخاف الله:
حبيبي حبك سكن بقلبي
ﻻيخرجه صوفي وﻻمقضي
*الاٌَ يهودي لا يخاف ربي
يا قلبي ، لا تشكي على أحد همومك ، إلزم الصبر ، فبعد يومين أو ثلاث يرجعوا ( علومك ) الأخبار التي تفرج همومك ، ويستخدم لفظ يومين ثلاث للمستقبل القريب وليس لأيام محددة:
وقلبي لاتشكي على همومك
يومين ثلاث ويرجعوا علومك
توجه الأغنية الآتية الخطاب إلى حالي الشفائف ، مشيرة إلى سُعد ( من السعادة ) من( يبوس) يُقبل هذا الثغر ، ويقتطف ماتدنى من جنا ( ثمر ) الغروس ، مواطن الجمال الآخرى:
حالي الشفايف سعد من يبوسك
ويقتطف داني جنا غروسك
سوف أشاركك الحنين يا راعد المواسم ، وستستمر مشاركتي لهذا الحنين حتى ، يجاوب ( يجيب ) حالي المباسم:
شاحن معك واراعد المواسم
لمَّا يجاوب حالي المباسم
سَفه سَفوف ، بمعنى ، خذ بيده ومشيه ، دلا ، دلا ، ببطء ( أكثِر من تدليله )، وأيضا عامله (بمعروف) أي بطيبة ، فهكذا تكون محبة ( الجاهل ) ويقصد به بداية الشباب ، وكأنه جهيش ( منسوف ) ، أي قد تم ( فرط حبوبه ) دلالة على النضارة :
سُفُّه سفوف وعامله بمعروف
محبة الجاهل جهيش منسوف
السائله هي مجرى الماء ، وجاءت صيغه المناداة ، للفت انتباه السائله التي عليها ، عقدين ، لتقل لها عاد الحبيب ، غاوي بين عقلين ، ويطلق هذا اللفظ على الشخص ( المُشاور المُكاسر ) الغير مقتنع والغير رافض:
يا سايلة يا اللي عليك عقدين
عاد الحبيب غاوي ما بين عقلين
بحر الهوى ملكي ( حقي ) و امتلك ( قواعد ) أصول هذه الملكية ، وأيضا( بصيره ) سجل بهذه الملكية موقعة من أربعين شاهد ، زيادة في المبالغة:
بحر الهوى حقي معي قواعد
معي بصيره واربعين اشاهد
(الطفر) بمعنى خلو اليد من النقود ، هنا يقسم الزوج ( بالله انه لو لا هذا الطفر ) لعاد إلى زوجته ليمسي معها :
والله القسم لو ما الطفر مُعَاند
لا امسي معك على فراش واحد
كما يضر القات البائت ، المولعي ، كذلك يضر النذل عاشقه ، ولذا ، ففعل الامر ، للمخاطب بأن يُخزن بقات طري ، ويعشق الأصيل من الناس:
خزن طري ما البارحي يضرك
واعشق اصيل والنذل ﻻيغرك
تعرضنا مسبقا لمعنى الشركسي ، وهنا يُطلب من هذا الشركسي ، ( المرأة الجميله ) أن تكحل عيونها ( الغبر ) ، ذات اللون الأغبر دلالة على المتاعب ، وكثر السهر، ويتوجه الخطاب إلى تنبيه الناس بأن هذي البلاد (مخرج الخُبر ) ، دائما تجري وراء صغائر الأمور :
ياشريكسي كحل عيونك الغبر
الا واذي البلاد يا ناس مخرج الخبر
الكحل عاده ، مرتبط بالنساء وقلما يكتحل الرجال ،
العَليه فصيل من الحمام ( البري ) ، يكثر تواجده عندما يبدأ الحَب في السبول بالظهور ، ولفظ (مباشر ) يعني الذي يذهب لتفقد الحول ، و يكثر هذا الخروج عندما بداية الجهيش و نضج السبول ( حاضر = ناضج ):
ياليتني عيله واخي المباشر
شباشر الوادي جهيش وحاضر
( العيل والحمام)كتؤام من فصيل واحد ، يكون التمني ، لبلوغ المرام ، من خلال استباق (المروح) كثافة السحب المحملة بالمطر التي قد تعيق ، الذهاب لتحقيق المرام:
يا ليتني عيله والا حمامه
شسابق المروح قبل الغمامه!
( ملش ضحك من سلا ) مثل شعبي، فهذا الضحك الذي أضحكه ، وتلك الملاله التي أتغنى بها ، ليس من السلى الذي أعيشه ، في حقيقه الأمر ، فنهدتي من التوجع والفراق ، قد ( تهدهد ) تزعزع الجبال :
اضحك ولا لئ والناس يقولوا سالي
ونهدتي تهدهد الجبالي
شيء من وداع : فاطمه العشبي بتوقيعها
قلبي وقع في الحب خمس مرات
مرة اكتسر ومرتين سلامات
والرابعة فيها دفعت خيرات
والخامسة جئت اسعفه وقد مات