- كتب: سليم الصوفي
تعيش بعض الأسر النازحة حالات الفقر والتشرد والضياع بين أغلب المناطق والمحافظات التي نزحوا إليها تاركين خلفهم منازلهم المعمورة وكل ما يملكون بين جهات الأطراف المتنازعة عن مكاسب الدولة فيما يعيش النازحون على أرصفة الشوارع متخذين المشمعات ستارا لهم من حرارة الشمس والامطار المتساقطه في ظل صمت تام يسود جميع دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان برغم مناشدة أغلب الصحفيين والناشطين لوضع حد لتلك الأطراف المتنازعة إلا أنه لم يكن من ذلك شيء ..
كما تزداد حياة النازحين صعوبة وخطورة يومًا بعد آخر بناءً على عمليات أجرتها المفوضية بأن 64 % من العائلات النازحة ليس لديهم مصادر للدخل فيما يكسب البعض منهم لتغطية احتياجاتهم اليومية وعلى الرغم من مطالبات المفوضية بتوفير مبلغ 271 مليون دولار أمريكي لدعم عملياتها في اليمن خلال هذا العام ولم يتم استلام سوى ستة في المائة من هذا المبلغ مما أدى إلى تخفيض عدد كبير من الأشخاص المتلقين للمساعدات ..
ويعتبر النزاع بين الأطراف المتصارعة والنزوح المتنقل ، والافتقار للوصول إلى الخدمات وسبل العيش من الأسباب الرئيسية لتزايد حالة الفقر وانعدام الأمن الغذائي بين النازحين حيث نزح العديد منهم لأكثر من عامين والبعض منهم اضطر للفرار عدة مرات مما أدى إلى استنزاف مواردهم وزيادة اعتمادهم على المساعدات الإنسانية…
وأكد مؤتمر التعهدات للجهات المانحة الرئيسة لليمن يوم الإثنين 1 مارس، بتحذير من وجود عدد متزايد من اليمنيين الذين باتوا يواجهون إنعدام متتطلباتهم اليومية. فمن أصل أربعة ملايين نازح هناك ما يقارب من
اثنين مليون ونصف ممن هم على شفا حفرة من خطر المجاعة
وأعلنت المنظمات المحلية والدولية أن محافظة مأرب شهدت استقبال أكثر من 73 ألف نازح في العام الماضي وهي أكثر المحافظات الحاضنة للنازحين بينما تنتشر العديد من المخيمات في عدد من المحافظات الأخرى إلا أن مدينة مأرب تحقق الرقم القياسي باكثر من اثنين مليون ونصف بعد أن مثلت الجهة الأولى لكثير من النازحين الذين تقطعت بهم السبل…..
وعلى حافة المجاعة تصاحبهم أصوات الذخائر والأسلحة بالمناطق التي لاتبعد عنهم سوى مسافات كيلو مترات مما أدى إلى صعوبة وصول مساعدات بعض المنظمات إليهم فلم يعشوا الجوع والفقر فقط بل ترافقهم حرارة الشمس والبرد والخوف والعطش في ظل إعلانهم حالات الاستسلام تاركين خلفهم كل ما يملكون و مازالوا يصارعون مصيرهم المتروك تحت أيادي همجية وعبثية لا تعرف أحدا عدا مصالحها ومصالح من يتبعها…
ياترى من سيكون منصفا لهم .. ؟
ومن سيسعى للوقوف بجانب المواطنيين المشردين في كل بقاع هذا الوطن وإعادتهم إلى منازلهم وإعطائهم حقهم ….؟