- محمد ناجي أحمد
دين قريش هو التمزق وعبادة المهيمنين…
رسالة محمد بن بن عبد الله هي ثورة الشرق، استخلاص لفطرة ولقاحية العربي الرافض للضيم الذي يستلبك فرديتك، باسم العشيرة والقبيلة ونتانة العصبية…
امتصاص لتمرد ولغة الشنفرى وتماهي عروة بن الورد مع احتياجات الآخرين… اكتمال لمكارم أخلاق أنتجتها البادية، وطرق التجارة…
وهي امتصاص للنص والأساطير الدينية التوحيدية، التي تُحرر الناس من المحسوس المستَلِب لكينونتهم، ذاهبة بهم نحو مجرد لا يتشيأ ولا يتحدد وليس له مثيل؛ اي أنه نموذجنا اللامرئي، الذي أبدعناه على صورتنا…
ليس هناك دين اسمه دين قريش إلاّ طاغوت القبيلة…
رسالة محمد بن عبد الله كانت ثورة الشرق، ومنها راكم العربي تصوراته عن الثورة والثروة والحكم…
احتكار الحكم في عصبوية قريشية، أو ثمرتها الهاشمية هو انحراف وارتداد إلى ما قبل إعجاز محمد بن عبد الله، هذا الثائر الذي خَطا خطوة نوعية نحو تحول العروبة إلى لسان “ثقافة” وإلى حضور “حضارة”…
هكذا نفهم عزيمته حين قال لحاميه المرحلي:
والله يا عم لو ضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته…
السطحيون يرون قريش، ولا يعون الثورة ضدها!
أي ضد كل العصبويات وفي مقدمتها إسقاط الطاغوت.