- نوار السقاف
الحديث عن الوضع التربوي حديث ذو شجون ومعقد للغاية بسبب رواسب ومخلفات الماضي الذي جعل هذا القطاع يترنج منذراً بسقوط مدوي ستكون له عواقب كارثية تربوياً واجتماعياً واقتصادياً وأخلاقياً..
لقد ظل القطاع التربوي في مديرية الشمايتين في حالة من السكون والركود والجمود، حتى لاح ضوء من وراء الأفق هو الأستاذ محمد المعمري مدير إدارة التربية والتعليم بمديرية الشمايتين معلناً تحريك المياه الراكده وكسر حالة الجمود، بمعول البناء بخطوة جريئة وطموحه لإصلاح القطاع التربوي من خلال اعادة توزيع المدرسين من المدارس المتخمه بالمدرسين إلى تلك المدارس الخاوية على عروشها بعد أن تم افراغها من كوادرها التعليمية.
نقل الفائض لأماكن الاحتياج عمل عظيم وجبار ويستحق الدعم والتشجيع والمساندة من جميع التربويين وأبناء المجتمع فهناك مدارس تعاني من عجز كبير في الكادر التعليمي فهل التوزيع العادل والمنصف للكوادر التعليمية يعد عملاً يستلزم كل هذا الهجوم والسخط والتحريض والنقد الغير بناء واللامسئول من بعض الزملاء التربويين والسبب أن النقل سوف يطالهم بشكل أو بأخر …
من المخجل والمعيب أن نشاهد زميلاتنا المدرسات وهن يقطعن مسافات طويلة ليذهبن إلى مدارسهن في دبع وغيرها ، بينما الزملاء المدرسين المفرغين يقطنون على مرمى حجر من مدارسهم، أقول للأستاذ محمد المعمري لقد انصف المرأه واعدت لها اعتبارها بعد أن كانت تعاني الأمرين في الذهاب لأقاصي مديرية الشمايتين وتتحمل المشقة في الذهاب والإياب.
يجب أن يكون التوزيع منصفاً ويتم من خلاله حل كل الإشكاليات التي تعترض عملية النقل، ومراعاة الوضع الإقتصادي المتأزم، والظروف المعيشية الصعبة التي اصابت القطاع التربوي في خاصرته ، والتركيز على المدرسين الذين يمتهنون أعمالاً أخرى لا تمت للعمل التربوي بأي صلة، كبيع الخضار أو العمل في متجر للأدوية أو يعمل سائق في أحد الفرزات أو يعمل في السلك العسكري وغيرها من المهن فهؤلاء لهم الأولوية في التوزيع فقد تم افراغهم منذ حقب زمنية طويلة .
الجهود التي يقوم بها الاستاذ محمد المعمري، من اعادة لترتيب وضع المعلمين وعمل احصاء شامل ومتكامل لكل مدرسة وايضاً توزيع الأثاث المدرسي من المدارس التي تمتلك اثاث مدرسي فائض عن الحاجه ويقبع في مخازن تلك المدارس منذ سنوات طويلة دون فائدة في حين تعاني بعض المدارس من شحة في الاثاث المدرسي لعدم قيام تلك المدارس بترميم ما يمكن انقاذه من أثاثها المدرسي المتهالك بسبب عدم توفر الدعم المالي لعمليات الترميم.
بعض الزملاء في القطاع التربوي يقولون ان توفير الكتاب المدرسي هي اولوية يجب على إدارة التربية أن توليها الإهتمام الأول ونحن نقول توفير المدرس يسبق توفير الكتاب، فالكتاب يمكن أن يطبع أو يتم عمل ملخص للطالب لكن عدم وجود المدرس يشكل معضله حقيقية للعملية التعليمية ويصيبها بالشلل التام.
الأفكار الناجحه التي تخدم المجتمع يجب الوقوف معها والبناء عليها لا أن نقوم بدفنها في الشهر الأول من ولادتها لمجرد أن حفنه من الزملاء لم تعجبهم تلك الأفكار نظراً لطول فترة خدمتهم والتي قد تصل إلى خمسة وثلاثين عام تزيد أو تنقص وأنا على يقين بأن عملية نقل المدرسين وتوزيع الاثاث الفائض وتأنيث مدارس البنات ومتابعة المدرسين في الميدان من خلال تفعيل قسم التوجية وعمل نظام معلوماتي للإحصاء التربوي لكل المدارس هو عمل قائم على خطه مدروسه قد اعتدت بإحكام ولم يتبقى الا التنفيذ…
في الأخير نتمنى التوفيق والنجاح لقيادة القطاع التربوي في مديرية الشمايتين متمثلاً بمدير إدارة التربية والتعليم الذي جمع بين أهم مكونات القيادة وهي التخطيط والتنفيذ والإصرار والعزيمة والتفاني في العمل.