- محمد ناجي أحمد
حجم التحديات وطبيعة الجغرافيا والنظام السياسي السابق لثورة 26سبتمبر، ودلالة أهداف سبتمبر يجعل منها أعظم ثورة في المنطقة العربيه…
من أرضية 26سبتمبر كانت ثورة 14 أكتوبر، التي تحركت في سياق المدلول الثوري السبتمبري، ومن عظمة سبتمبر كانت وحدة 22مايو1990…
لو أن للنكبات من فضائل فإن فضيلة النكبة الحوثية أنها جعلت الناس يعيدون تخليق المنطلقات السبتمبرية، كنقيض للانقلاب القروسطي …
تقسيم الناس إلى “سادة” و”أنصار” و”أحفاد بلال” جعل الناس يتعبدون بالهدف السبتمبري “إزالة الفوارق بين الطبقات”.
كنا بترف التفسير نظن أن علي عبد المغني أخطأ في استنساخ أهداف ثورة23 يوليو، وحول “إذابة الفوارق” إلى “إزالة الفوارق”… لكن السنوات السبع الأخيرة جعلتنا ندرك عظمة علي عبد المغني والضباط الأحرار في اختيار دلالة “الإزالة” لا “الإذابة” فالكهنوت يواجه بالاجتثاث لا التعايش والاندماج معه…
باعتقادي أن قوى جمهورية 5نوفمبر وما تداعى منها أسهمت بشكل جذري في الالتفاف على ثورة26 سبتمبر، واستهجانها في خطب المساجد، وفي المدارس والمعاهد والجامعات ، بل واعتبارها وثن ينبغي السخرية منه، لقد أرادوا إطفاء وهجها الإنساني، وتجفيف خصوبتها في النفوس …
تماما كما ناهضوا الوحدة، ثم عملوا على تجريفها.
لم يكن امتصاص العائدين من القوى الملكية، فيما عرف بالمصالحة الملكية الجمهورية، واستقطابهم لصالح تنظيم الإخوان المسلمين أمرا اعتباطيا، لقد كان دمجا لمناهضة سبتمبر من الداخل.
استعادة لمشروع “الدوله الإسلامية” الذي دعا إليها بيان الطائف، وتبنته القوى الثالثة، التي تحركت سياسيا من مقررات مؤتمر خمر عام 1965.