- عبدالرقيب طاهر
عندما تحاول أن تكتب حول شخصية كشخصية رشاد السامعي ، تشعر حينها بالخوف و الإرتباك ، هذه الشخصية التي حباها الله بسر الإلهام وروح الإبداع من الصعب على المرء الحديث عنها بسطور مقتضبة محكومة بالزمن و المساحة في مثل هذه الصفحة ….
رشاد السامعي رجل عظيم بعظمة جبل سامع الذي ينحدر منه لربما يكون هذا هو أقل توصيف لرجل و ليس أدقها ..
تحتار وانت تكتب حول هذه الشخصية من أين تبداء تعبيرك وخربشاتك حول هذا الهرم الكبير ، والقامة السامقة ، من أي نقطة تنطلق هل تبداء من رشاد الإنسان أم من رشاد الفنان ؟
رشاد إنسان قبل أن يكون فنان له مواقفه النبيلة والمشرفة مع كثير من البسطاء و المعوزين من أهل مدينته وحارته ، له بصمة واضحة في العمل الإنساني يشهد لها الصغير قبل الكبير في مدينة تعز ، ولكن هذا ليس هو محور حديثنا في هذا المنشور المتواضع ..
أريد أن أتناول هذه الشخصية من البُعد الفني فقط كفنان كاريكاتير لديه القدرة على لفت الأنظار دون غيره من زملاء مهنته من الفنانيين في هذا الجانب . ..
الكثير يعرف رشاد وأنا منهم منذُ عهد الصحافة الورقية قبل أن نعرف حاجة إسمها جيل الأنترنت والمنصات الإلكترونية .
عندما كنت أقتني صحيفة الجمهورية أو ملحقها الثقافي من أي كشك لبيع الصحف ، أسرع لفتح صفحة الكاركاتير والذي غالباً مايأتي عليه توقيع رشاد السامعي ، وكلما يتملكني الإنبهار أتساءل في نفسي من يكون هذا السامعي صاحب هذه الأفكار الكبيرة ؟!
ليس المدهش لوحة الكاركاتير في الصحيفة بقدر ما تدهشني الفكرة في روح العمل ، وهنا يكمن نجاح الرجل وتفوقه .
رشاد ليس فقط رسام كاركتير فهناك الكثير من محترفي هذا الفن طبعاً ، لكن رشاد شخص مُلهم شخص صاحب خيال خصب لا ينضب ، وهذا هو الشيء الذي يجعلنا ننظر إلى هذه الشخصية بعين الاحترام والتقدير …
رشاد يمتلك مخيلة عظيمة حباها الله له دون الكثير من زملاء مهنته ، يستطيع مواكبة الأحداث أول بأول منذُ عقد من الزمن أو يزيد ، وكأنه صائد محترف ينتظر اللحظة السانحة فيطبق عليها بريشته ، وكأنها سمكة نادرة الوجود وقعت في شِباك صياد محترف ….
رشاد فنان مُجيد سخر ريشته لمقارعة الفساد والظلم في تعز خاصة واليمن عامة ….
وأنا أعتبره جبهة من جبهات مقارعة الفساد والظلم ، فاريشة السامعي تعمل مالا يعمله مئة مدفع ….
رشاد ناجي علي اليمن وعقلان هو حنظلة ناجي العلي ..
أرفقت لكم هذا الكاركاتير لتنظروا فقط حجم الإبداع المتناهي في نقد المقاومة التي تحولت إلى مقاولة في تعز خاصة واليمن عامة ….
أي خيال هذا الذي جعل رشاد يفكر في هذه الطريقة ؟ كيف أستطاع أن يختصر لنا آلاف الكلمات والمحاضرات لتعبير عن الفساد المستشري في صفوف المقاومة …
عيب رشاد الوحيد قوقعته داخل غلاف المحلية فقط لذا فنصيحتي له تحرر من المحلية يارشاد ونطلق نحو العالمية فأنت مؤهل لتكون نجم عالمي تفتخر بك اليمن …
واكب الأحداث العالمية وراسل الإعلام العالمي ولا تسجن هذه الأفكار في سوق الصميل وبير باشا ..
تحرر ياعزيزي من هذه القوقعة التي تشبه بيت المحار فداخلك يكمن اللؤلؤ الثمين ، إنطلق بقوة نحو العالمية يارشاد وكن نجم يجوب الآفاق …
ربما يكون عبر ريشتك حينها توصيل قضايا اليمن إلى كل شعوب الأرض وليس لمجموعة متابعين في صفحتك الرئيسية على الفيس بوك ، تقبل نصيحة محب ومعجب ..