- كتب: نبيل الشرعبي
تجربة ملهمة.. جعلتك تعتز بتقديم صديق أو زميل بأنه الشخص الذي تُفاخر به لكونه صديقك أو زميلك..
كثير أصدقاء وزملاء، لهم تجارب تجعلني أضعهم في مُقدمة قائمة الأشخاص المميزين الذين أحدثوا أثرا إيجابيا في حياتي.. إلا تجربة مغايرة، استحقت وبجدارة أن تكون التجربة الملمهة، ليس لي وحدي بل يجب أن تكون ملهمة للجميع..
تتلخص التجربة الملهمة، بتمكن صديقي الذي أُفاخر به “عبده أحمد زيد المقرمي”، من إيقاف رمي حوالي 50 طن من مخلفات البلاستيك بالعاصمة صنعاء، في الجنة، وذلك خلال ما يقارب عام.. صديقي المقرمي يردد باستمرار وبتواضع كثير: صار كل كيس من مخلفات البلاستيك يُرمى على الأرض، كأنه يُرمى في روحي.
البيئة هي روحنا.. البيئة هي الجنة الدنيوية للبشر.. هكذا يقول المقرمي، ويضيف متسائلا: لماذا لا يفزعنا ويحركنا رمي مخلفات البلاستيك في الجنة..
صديقي المقرمي، كان موظف حكومي في وزارة الصحة العامة والسكان، وفي أُتون دوامة الحرب، وجد فسحة للتأمل والتفكير والإحساس بوجع البيئة.. قرر أن يكون ابن بار لبيئته، ينزع من فؤادها مخلفات البلاستيك، وإعادة تدويرها والاستفادة منها في مجالات عدة، وتقليص نسبة الضرر بما يصل إلى 90 بالمائة وقد تكون أكثر.. وبما يكفيه لسد حاجياته البسيطة للعيش.
حكومة النفايات
على غرار حكومة الشباب، وبدافع حماية البيئة من أضرار المخلفات وفي مقدمتها البلاستيك، يطالب المقرمي بـ إنجاح مشروعه البيئي “حكومة النفايات”..
قبل حوالي عامين أطلق المقرمي هذا المشروع وانطلق لحماية الجنة من مخلفات البلاستيك.. كنت بمعيته وأحاول جاهداٌ أن أبقى إلى جواره، فالبيئة_ الجنة تستحق كل التضحية.. إنها تجربة ملهمة بحق..
فليكن المقرمي صانع تجربتنا الملهمة.. والبطل الذي انبعث من بين ركام الحرب لينزع من روحا جنتنا_ البيئة ما يؤلمها ويديميها ويسوقها نحو الموت.. جراء رمي مخلفات البلاستيك في روح هذه الجنة..