- فارس العلي
كان يجب ان يكون للأغنية عيد سنوي من زمان تكريما لتنوع الموروث الفني والغنائي اليمني، لكن أن نتذكر الآن خيرا من أن لا نتذكر، وها قد أطلقنا يوم الأول من يوليو/ تموز يوم الاغنية اليمنية هذه المبادرة التي أطلقها نخبة مثقفين/ات ونشطاء من مختلف الفئات اليمنية على مواقع التواصل الإجتماع، بشعور مليء باليمن الواحد كأن الأغنية هي المشرك الوطني الوحيد الذي مازال يجمعنا كيمنيين جنوبا وشمالا، شرقا وغربا، أو كما قال صديقنا وعزيزنا علوي السقاف، وبلا شك منذ ثورة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر مرا الأغنية والموروث الفني اليمنيين بتحولات عديدة صعودا وهبوطا وفقا للمناخ الفني والثقافي والاقتصادي والاجتماعي المتاح، كما تعرض موروثنا الفني والغنائي للنهب والاستنساخ والتحويرات والمدخلات خصوصا من قبل فناني دول الخليج بإعتبار هذه الدول الأكثر تاثرا وبمثابة سوق للأغنية اليمنية، وهجرات الفنانيين للعيش فيها، ثم جاءات الحرب في اليمن ومنذ 2015 سيطر ( الزامل ) أغنية الحرب ليسيطر على الفضاء السمعي للمجتمع اليمني، ومع أنه فن من فنون موروثنا الفني، إلا أن مهمته خلق حالة قلق واستنفار وجاهزية مستمرة واستعداد لفعل غاضب وعنيف، على عكس باقي فنون الغناء والأداء الموسيقي الاستعراضي المعروف لدى اليمنيين، و برع الحوثيين- أكثر من الأطراف الأخرى ممثلة بالشرعية- في تطوير فن الزوامل الإبقاء على حالة الاستنفار هذه في مناطق سيطرتهم، على حساب اي فعل غنائي وموسيقي وفق قناعات أيديولوجية وعقائدية بحتة.
السؤال الأهم هو : كيف يمكن إعادة الإعتبار للأغنية اليمنية؟ما هي الأدوات والوسائل والأفكار والمشاريع؟ هذه أسئلة موجهة بدرجة أساسية لحكومة ما يسمى بالشرعية بما انهم استجابوا أو(انقضوا) على المبادرة التي أطلقت الأول من يوليو من كل عام يوم خاص بالأغنية اليمنية، على سبيل تنمية الموروث الغنائي و الفني والفلكلوري والحفاظ عليه، من النهب والتشويه و الإندثار، وليس فقط استغلال هذه المبادرة لخلق مادة إعلامية وموقف سياسي لتوجيهه ضد خصمهم الحوثي وتحقيق انتصار إعلامي، كما تابعنا في بعض الفضائيات وعلى وجه الخصوص قناة العربية الحدث التي جعلت مادتها وضيوفها يتحاشون أي ذكر للسرقات الفنية والسطو على الأغنية اليمنية من فنانين غالبيتهم العظمى خليجيين.
تمنيت أن تكون هناك تغطية لهذا الحدث الجميل بمثابة إعادة اعتبار لائق للأغنية والموروث اليمني الفني، فالسياسة و السياسيين والعسكر ورجال الدين جميعهم كانوا يقفوا بالمرصاد لأي فعل ثقافي وفني وما يزالون للآن.