- أحمد السلامي
لا أعرف أين تنام في صمتك الأبدي
لأنك ذهبت وحيداً صوب قرية نائية وراء الجبال
وحين قررت أن تستسلم هناك
حين رفعت الراية البيضاء باكراً
لم تترك لي بطاقة هوية لوجهك
ولا خريطة لقبرك
لأروي لك أساطيري السرية.
لم يكن لديك ما يكفي من الفضول
لتعرف ما الذي سيحدث في الصفحات الأخيرة
رغم أن “شمس المعارف” لم يكن مخيفاً إلى ذلك الحد
لكنك ذهبت وتركت الولد الصغير يفكر
في صناعة فضول يومي لحياته
ومن أجل ذلك يبقي على كتب وروايات غفيرة
من دون قراءة
لعلها تكفي لحياة مؤجلة
لعل الصفحات الأخيرة تكفي لنسيان كل شيء
باستثناء قبرك المجهول
أو الحفرة التي أصممها لك في الذاكرة
حتى صارت وجهاًً.