- عبدالرحمن بجاش
لم يكن الرجال الذين حول الرئيس علي عبدالله صالح من الملائكة، ولأنهم كذلك فقد عملوا على شيطنة غيرهم لكي يدوموا، وهي مشكلة مشاكل الحكم، حين يكون فرديا وقد قال التاريخ أن حكم الفرد لايزال يطبع حياة العرب، ويبدو أنه سيظل إلى يوم الدين..
مشكلة مشاكلنا هناك فوق حيث الجليس الانتهازي قريبا من الأذن الواحدة..
هم في الغرب وحتى في مجاهل أفريقيا، حيث يتعلم الناس من الناس كيف يحكمون بالديمقراطية، ويتحدث العالم الآن عن رواندا التي تقاتل الهوتو والتوتسي، ليتعظوا ويخرجوا إلى الدنيا بدولة تنمو وتصعد إلى الفضاء، بينما العالم العربي ونحن أولهم عدنا نجول في كتاب الأغاني وأبو الفرج الأصفهاني، نجوس الديار نبحث عن لبنى وأم البنين، ونقول في ليلى شعرا ونتقاتل أربعون عاما من أجل ناقة البسوس وكليب !!!
علي البحر كان وزيرا، يتميز عن كثيرين منهم بالذكاء والكفاءة، وعلى الصعيد الشخصي فلم يكن ملاكا، بل إنسان يخطئ ويصيب.. لا تدري لم تبالغ الأنظمة أحيانا في الغضب على أي من رجالها فتبالغ في الظلم حتى القهر …
علي عبدالرحمن البحر غضب عليه – بضم الغين – لكنه الغضب المبالغ فيه إلى درجة الاستغراب !!! يتساوى معه عبدالله عبدالعالم مع الفارق في كل شيء..
ماذا لو كان علي البحر ينتمي إلى قبيلة وشيخ إذا حرك الريح شنبه أهتز النظام كله وعمل على أرضاءه وعند الله وعندك..
علي البحر ينتمي إلى طبقة التكنوقراط وللأسف فهي ليست قبيلة!!!!
ظلم الرجل إلى درجة تفوق الوصف، وانظر ، فالناس عندما تدري أن المقام العالي غاضب على فلان فلا أحد يرد عليك السلام !!!
وأذكر أن صديقا عزيزا، زار علي مجور غداة ابعاده من رئاسة الوزارة، فلم يجد أحدا في ذلك الديوان الذي طالما شكى التخمة يوم أن كان الرجل على الفرس!!!
في الغرب الذي نلعنه صباح مساء .. لا يوجد مثل ما رأيناه وسنراه، ببساطة لأن لا حاكم فرد يهب الخيرات ويمنعها متى ماغضب!!!
هنا مشكلتنا إذاً “غياب الديمقراطية” ..
الأن ونحن على أبواب زمن يتشكل يقولون لك “أيوة لابد من الديمقراطية”، لكن الكرسي اللي فوق يظل فوق كل شيء، لأنه مقدس !!! هل قدس الرسول نفسه ؟؟؟؟
كان الأعرابي أو الأعجمي إذا جاء بغرض اطإلى المدينة وحاجته لدى محمد، قال : أيكم محمدا ؟؟
وبرغم أنهم يحدثونك عن الديمقراطية، وهي أساسا تتبدى في صيغة الحكم، فيجري الحديث عن حكم محلي واسع أو كامل أو نص كم !!!! صيغة لا وجود لها إلا في رؤوس الذين في رؤوسهم رؤوس خاوية، يشكلون كل أمور الحياة، ويقنعون بها الحاكم الفرد..
د. علي عبد الرحمن البحر الوزير والمدرس الجامعي ظلم كما لم يظلم أحدا، فقط لأنه لا ينتمي لقبيلة، وتخلت عنه الشلة التي كانت تقدم له فروض الولاء، يوم إن كان الباب العالي راضيا عن ولائه…
طوال سنوات وللأسف الشديد لم يكتب عنه أحدا حتى أنا !
لله الأمر من قبل ومن بعد.