- كتب: أشرف أبو اليزيد
يقول الفنان التشكيلي اليمني حكيم العاقل عن أحدث سلاسل لوحاته التي رسمها كما يراها طائر في سماء الفن والخيال:
منظور مشاهدة الأشياء من الأعلى إلى الأسفل تجربة تعود بدايتها للعام 2010 بتنفيذ سلسلة أعمال، وقد سبق هذة الأعمال رسم مجموعة كبيرة من التخطيطات على الورق، وذلك نظرا لصعوبة هذا النمط فهي تكوينات متخيلة تجمع بين الانسان والمكان.
أرى في المجموعة الجديدة للفنان التشكيلي اليمني حكيم العاقل محاولة منه لركوب غيمة الخيال، ففي ظل موت جاثم ستعرض له اليمن السعيد منذ سنوات تصبح هذه الأعمال كما لو كانت معالجة عصرية لتاريخ قديم، ولحظات كان يمكن أن تحيا في عالم مسالم، غير لذي تختبره المدن اليمنية وناسها.
إن ثنائية الإنسان والمكان، المرأة والرجل، بعيني طائر، تقول إن الفن نأى بنفسه عن الأرض، وصعد بروحه ليتخيلها الجنة التي أحبها، حتى في تكوينات صعب أن تجدها خارج الغرف المغلقة على حميميتها. وسنجد الأسواق وغرف النوم والطعام، وشواطيء البحر، وكأن طائرة مُسَيَّرة تطوف بنا فوقها جميعًا.
وقد استبدل الفنان رماد الواقع، بألوان بهيجة، حية وساخنة، تتيحها لنا ألوان الأكليريك على الكانفاه، وبأحجام كبيرة، وإذا كان الرماد هو حطام تفجيرات الأرض، فإن الألوان الصارخة في اللوحة هي انفجار للمشاعر المكبوتة، والأحاسيس المُغَيّبة، إنها معادل موضوعي للحياة الحقيقية المفتقدة منذ بدأت الحرب على اليمن.
ويعد الفنان حكيم العاقل أحد أبرز التشكيليين في اليمن، الذي سعى إلى كتابة بصمته الخاصة، في رحلة بدأت قبل ثلاثة عقود منذ التحق عام 1976م بالدراسة لدى الفنان هاشم علي، وحصوله على «ماجستير الفنون» تخصص جداريات في واحدة من اهم الاكاديميات الفنية الروسية في العالم قبل أن يتلقى عدداً من الدورات في مجالات الجرافيك والنحت على الحجر.