- كتب: عبدالرحمن بجاش
أعلم وأعرف أن الكتابة عن الرجل كالمشي على أشواك من حديد ..هنا إما أن تكون إستثنائيا وتعلمت المشي على الأشواك فتخرج بدون أن تدمي رجليك أوانها القاضية وعليك تحمل الألم واللعن من كل شاكلة ولون …
ذلك الرجل رحمه الله الشيخ محمد أحمد منصور شغل البلاد طويلا ، بل إن سيرته كانت حيوية بأفعالها وردود الأفعال سواء رضينا أو لم نرضى…!!!
ولأن الظواهر لاتناقش بتعقل وحكمة بل إننا نصدر أحكام أبيض أو أسود ونرتاح فتظل أمورنا الخلافية معلقة حتى تحصل الكارثة، لو لم يصنع الصمت سورا حول هذه البلاد لم نكن لنعود إلى درجة الصفر وحجر سيري سايرة !!!
أعلم يقينا أن قريب للشيخ دخل على علي عبد الله صالح بعدما نصحه واسطته : إبدا بالهجوم وإلا لن تقدر عليه .. قال بمجرد أن سلمت عليه ، قلت فورا : كلها منك ، أنت الذي تدعمه وتركته يعبث بنا ، رد : من ؟ قلت : الشيخ محمد أحمد منصور، تراجع قليلا وقال : تشتي الصدق ظالم ، لكن دعوه يعمر البوري للنهاية !!! ..
طالما نظر علي عبدالله صالح لأمر علاقته ببناء دولة بهذا المنطق : ” نعمرالبوري وبعدا ، يبزوها بحذاء !!! الذين يحبونه وهذا حقهم سيستنكرون وينفون ، أما أنا متأكد اأنه قال هذا وأعلم لمن !!؟؟؟
الشيخ محمد لم يكن “الظالم” الوحيد في هذه البلاد على اعتبار أن جهة قانونية قضائية إدانته، فالظالمين كثر بعدد سنوات الأئمة والأئمة الجمهوريين، ولم يعمل أحدا في سبيل ترسيخ دعائم دولة القانون ، هنا لو كانت الدولة القوية وجدت لتوارى المشيخ والمشايخ.. طبعا كثيرين لن يعجبهم هذا فأنت بمجرد أن تتحدث عن المشيخ ينبري ألف واحد يلعنوك في نفس الوقت الذي يكونون فيه على أبواب مسئولي شئون القبائل بحثا عن بطاقة المشيخ !!!!
عندما نتحدث عن الظلم فالحكاية تطول ، لا يعني هذا أنني أدافع بالطيب والبطال عن الرجل أنا أتحدث عن حالة مغرية للنقاش للجدل العقلاني …
هناك البعد الأخر للرجل : الشعر، أسوأ ما فينا إننا ننقض على أي فارس بعد أن يترك فرسه ، بينما دواعي الرجوله تستدعي أن تواجهه ممتطيا حصانه ، هل كان أو لم يكن شاعرا؟؟ لم أسمع أحدا من الشعراء والأدباء يقول نعم أو لا ، والسبب أن الكثيرين يتخوفون !!! لكنهم في مقايلهم ” يحشون ” فتسمع من يقول : ” الشيخ ليس شاعرا بل ناظم ” وأخرون همسوا : هو في واحد في إب يكتب له !! وهو يعزز الصورة التي تربكك ، عندما يتصل بك أو يحدثك فتسأل نفسك : أين الشيخ من الشاعر؟؟!!
الذي أعلمه أن يحيى منصور بن نصر كان شاعرا متمكنا وأن في العائلة من له أو لهم علاقة بالأدب عموما .
ذلك الرجل كان أذكى من الجميع فقد أحاط نفسه بالصمت والصمت يلف حوله الحكايات وهي التي أكبرته وجعلته يتعامل بوحي من تعالي مقصود خدمه طوال حياته !!!..
في المجتمع الجاهل يكون عليك أحيانا أن تعتلي أقرب مصطبة وتنادي الاخرين ،ثمة منطق أعوج يفترض وانت رجل سلطة من أي نوع أن تعمل به أحيانا ، ذلك تقديري للأمور.. على أنني أستهجن أن ترتفع أصوات الآن تتهم الرجل بأنه لم يكن ” شاعرا” طيب وتلك القصائد العصماء التي خدمت تعاليه ومشيخته وأكبرت المساحة بينه وبين الآخرين، من كتبها الشيطان الرجيم ؟؟؟؟!!!!
عاش والآخرين محتارين ، ومات تاركا جدل لا ينتهي..
لله الأمر من قبل ومن بعد.