- منصور اﻷصبحي
حاليا يفترض جميعا الحديث عن حتمية وسيرورة وصيرورة وضرورة الوفاق الوطني، والتوافق السياسي بين اﻷحزاب والمكونات السساسية، ومنها للتكتلات والحراكات المدنية والعمالية أو الشبابية والنسوية وأخرى، وعليه يجب نقل اﻷمر من المضمون النظري إلى الواقع العملي طالما ونحن على قناعة ﻷن نتفق على خطاب توافقي موضوعي رشيد حتى بمحدوده المتفاهم على ذات الفكرة ولو كأشخاص لينتقل هذا الخطاب إلى المجتمع ليشكل رأي عام وليصنع محور جوهري ﻵلية تستنزف كل الاحتقانات والتحفظات وتحفزات التعبئة الحزبية المنتقمة والمنتقلة ع اﻷقل لنعكس صورة مختلفة للغة فكرية، ولخطاب سياسي ولمنهجية حوار تضمن قبول اﻵخر، ولتفهم وتتفهم نواياه ومقاصده، وتمنحه حركية بالمساحة المنفتحة على اﻵخر الشريك، بعيدا عن التشاؤمات النوايائية وضيق الآفاق القصدية واﻷزمات الحوارية وتفاصيل أخرى جميعا سنكملها وعيا وفكرا وتفكيرا وطرحا فقط استشرفت حدا أدنى من الممكن الكائن، لبكون -قطعا- وحتما سنعبر المضيق لنصل للضفة اﻵمنة من اليمن التي أشار إليها شهيد القضية الوطن جارالله عمر حيث قال :
“نريد وطنا يشبه اليمن”
وهذا يلزمنا -أخلاقيا- أن نؤمن بهذا الخيار وفق رؤية استراتيجية لا تتبناها النخب القيادية أو السياسية أو القوى العسكرية وكل القائمين على إدارة تفاصيل الدول وحدها بل على الشعوب أن تتحمل المسئولية جنبا إلى جنب معها ومع القيادات والنخب وأخواتهما،
فالشعوب هي من تصنع المواقف ومن تقرر القرارات وتصوغ القيم العادلة وتوجه بوصلة البحر باتجاه منطقة اﻷمان.
الشعوب هي من تحكم وتصدر أحكام التوافق جامعة الوئام والتصالح والوفاق والتعايش وقبول اﻵخر.
الشعوب هي من تبني مداميك الوعي وتهدم متاريس الحقد وتبدد مختلف التراكمات الكرائهية الموروثة والمكتسبة وطارئة مصممة وفق خيارات المراحل الوبائية المشبعة بصراعات عبث ليس لها محددات أو حدود أو أخلاق وأعراف وأسلاف وأخرى وأخرى..
الشعوب تمنح الوعي العام مركزية التقرير والتأثير في زحمة التنافسات على اﻹضرار بالمقدس اﻹنسان بخيار اﻹهدار حد القتل، وعلى تشويه قيمه العادلة، وكل جمالياته روحيا وعاطفيا وفكرا تفكيرا وتخيلا وإنتاجا إنسانيا متنوعا، ورؤى خلاقة بعيدة الطالع.
فلماذا لا نكون نحن كجزء من هذه الشعوب الناضجة بالوعي وبالمسئولية لنصنع كل المستحيل ولنيسر
لإحلال اللا ممكن كله واقعا يتحدث بلغة اﻹنجاز ؟
فمن أرقى التجارب الواعية للشعوب المسئولة ثقافة التحاور ﻷجل مصالحها بعيدا عن تأثيرات وضغوطات وعن إملاءات وعجرفات النخب المسيسة بذلك تنجح وتبني علاقاتها وفقا لمطالبها ومتطلباتها ومصالحها المشتركة المبنية على معلوم وطني إنساني خلاق.
كفاصل أخير :
في هذا الصدد ستبقى القضايا الجزئية كالخلافيات سطحية بل لا تشكل الحيز اﻷهم من الهم التفكيري والمهم التنموي والاهتمام الثقافي الاجتماعي العام، لا تصوغ مشاريع التمترس الصراعي الهادم للمصالح العامة، وممزق لنسائج المجتمعات، ومفرق لجماعات البنيوية -أسريا وثقافيا وفكريا واجتماعيا وتوعويا وتنويرا-.