- محمود ياسين
منذ أن قال حسين الوادعي أن القات قد حولنا إلى قطعان من الزومبي ، وأنا كلما صادفت مرآة أتملى ملامحي ،واتأكد من شكل اسناني وقد بدأت تأخذ شكلا حادا ونبت لي انياب إضافية .
حتى أنني بقيت التفت كل خمس دقائق لعنق صديقي ممعنا في نبض وريده النابض، وبدا لي هكذا مثل نداء بدائي لايقاوم ، لكن الفكرة اخذت شكل التفضيلات ورحت أتخاطر وعنق امرأة متخيلة ، عنق باذخ هكذا وصقيل ولحظتها أدركت معنى العشق في أكثر صوره بدائية ونهما وأصالة .
لا أكثر خطورة من السير بمحاذاة سيارة زومبي يتداعى عالمه على هيئة أعناق ومخالب ودم شاف حد الرضى وحد انبعاث الغلمة على إيقاع المضي المتأرجح في الطريق بينما كان المغرب يحشرج ، المغرب وقد تحول لحنجرة مغطاة بالدماء ،
صرخ سائق المتر : يا مصروع
التفت إليه ولم أجد عنقه فقد كان مغطى بالشال خوفا من أن يصرعه برد المغرب في وهج الصيف .
كنا مخطئين يا حسين ومتبطلي دنيا وفاقدي أهلية الحفاظ على الصحة ، كان مقالك الأسبق يدور حول هذا لكنك انتقلت للمستوى التالي وبمزاج مخرج هوليودي أنفق على الفيلم بسخاء دموي واكتظت المشاهد بالأشلاء والأنياب على إيقاع وجود غرائزي يترنح بين الموت والحياة .
اتلفت بحثا عن الجموع الهاربة من قطعان الزومبي متسائلا ما إن كان توصيف شعب أو غالبيته على أنهم ” زومبي ” من قبل كاتب في مهمة تنوير فبدا لي الأمر نوع من ردة فعل عنيفة ونمط من الزمببة الليبرالية ، وتفصح هي الأخرى عن رغبة بدائية في هدر دم المختلف وتثبيته على إحداثيات ” نصف حي نصف ميت ” كونه اقل أهلية من الحياة المثالية التي اقترحها له حسين .
يا صديقي : التغيير والتنوير ليس محاكاة مرتجلة لكتاب ” كيف تتعلم الإنجليزية في خمسة أيام ” .