- كتب: ماجد زايد
إنتهاءً بأوبريت العيد قبل أيام، وبدءًا من أوبريت الجلوس في البيت، مرورًا بأوبريت رمضان والزراعة والمولد النبوي والكثير الكثير من الفعاليات المجتمعية والمناسبات الدينية، يحضر خالد محرم هزام في الوسط الفني الشعبي اليمني مجددًا ومنسقًا ومُعيدًا للشكل التراثي اليمني بحلة جديدة ذات طابع موسيقي شيق ومتكامل.. وبالفعل، في جانب الفن التراثي الأصيل إنزاح فنانوا الإنتماءات الضيقة، وتلاشى المتحزبون بقضايا فئوية، وبقي خالد محرم هزام، مجددًا ومزينًا لحياة اليمنيين في مناسباتهم وطقوسهم الدينية والإجتماعية والوطنية..
خلال العامين الأخيرين، ساد خالد محرم فنيًا وتوسع صيته وصار نجمًا شعبيًا مخضرمًا ومحترفًا، وفي كل مرة يعرف جيدًا من أين يبدأ وكيف يستهل البداية..! ومن ناحية متصلة، في دراسة تفصيلية عن الفن وفلسفة الموروث الديني، تقول إيمان مهران عن هذه الحالة المتوسعة جدًا من إستحواذ الفن الشعبي المحترف والمتجدد في حاضر المجتمعات الحديثة: الفنان الشّعبيّ جزء من بيئته، لذا كان لتأثره واقتناعه بالشكل الذي ينتجه بهدف نفعي أو جمالي الأثر الكبير في مستوى إبداعه، فهو الذي يقف وراء المنتج الإبداعيّ يبحث عن الجديد الأكثر أصالة وتميزًا مستخدمًا في ذلك وسائل عديدة، ومستعينًا بالرموز التي تساعده على تحقيق هذا التميز.
تضيف إيمان مهران: المبدع الشّعبيّ هو الرّكيزة التي يبنى عليها نقل المفاهيم المجتمعيّة، وهو وسيط من وقت لوقت ومن مكان لمكان، فهو حامل المعنى في مباشرة ومواجهة وضمنيّة تعبر عن المكان ونسق مترجم للشعور الجمعي. إن رؤيّة المبدع الشّعبيّ، وإن عبّرت عن شخص، إنها في الأساس تلتحم مع جماعته البشريّة التي لها مفاهيمها ورؤيتها، فهو من خلال خبرته التي تلقى جزء منها من معلمه (الجزء الموروث) وجزء عايشها في بيئته (الجزء المحسوس)، ينقل طاقته في رموز دلاليّة تلمس الحس وتؤثر على نفسيّة المشاهد أو المقتني لها، إن المبدع الشّعبيّ له مكانه الافتراضي، ويتجاوز الزمان الذي يخلقه محلّقًا بعيدًا عن الأطر التي تحيطه وتحدّ من تفاعلاته التي يدركها ولا يمارسها في محاولة لخلق معادل نفسيّ لذاته الإبداعيّة.