- ضياف البراق
ضد اضطهاد الإنسان للإنسان. هذه غايتي العليا، ومن أجل تجسيدها، أصقل قلمي وأفجِّر الكلمات وأخوض مهمة الكفاح الثقافي، باستمرار، محاوِلًا اختراق وتحطيم سدود الجهل والظلام واليأس والبؤس. أدبي المقدَّس، هو أدبُ المقاوَمة، وهو منطلقي وهدفي في كل كتابة. وهذا النوع من الأدب، هو ما تحتاجه أمتنا العربية المأزومة، بشكلٍ دائم ومكثَّف وهادف، للنهوض بها، خصوصًا في مرحلتها التاريخية الراهنة، مرحلتها الغارقة في مستنقع كبير من الأزمات والمآسي والمخازي. نقرأ عند الكاتب المصري الكبير، سلامة موسى، مقولة عظيمة قالها فيلسوف تنويري فرنسي شهير، ونستفيد منها أنّ على الكلمة أو الثقافة أن تسحق الخزي، أن تفضحه أينما كان ومهما كان. طبعًا الذي يقولها هو فولتير: “اسحقوا الخزي”، وما الخزي، يقول سلامة، سوى الاضطهاد والتعصب. ومن هذا المعنى ينطلق أدبُ المقاوَمة. والكلمة التي لا تسحق الخزي، يسحقها الخزي بحذائه وسلاحه إلى مزبلة التاريخ. نعرف، ليس بالكتابة وحدها ننتصر على قسوة الحياة، بل أيضًا بسحق الخزي من هذه الحياة، بكل ما لدينا من وسائل وأساليب وطاقات وفنون. وتتفسَّخ حياتنا عندما نخضع للخزي. ولا ينتصر أدبُ المقاومة، ما لم تتم ترجمة أقواله إلى أفعال تجري على الأرض. وهذه مهمة صعبة. ومن منطلق سحق الخزي، كنا وسنكون دائمًا مع فلسطين، وأقلامنا للأعداء بالمرصاد. ولنتذكر ونحن نكتب، مقولةَ مكسيم غوركي الشهيرة. قال أديب روسيا الكبير، الرفيق مكسيم: “جئتُ إلى هذا العالَم كي أعترِض”. لقد كانت غايته الأولى هي: المعارضة والمقاوَمة، أي التنوير، أي سحق الخزي، وجميع أعماله لا تخلو من هذه الحقيقة، وهذه الروح النبيلة. وبالمعنى المختصَر، أقول: الكتابة هي سحق الخزي. أوْ لنجعلها هكذا، على شرط عدم الابتذال.