- كتب: نزار القاضي
دناءة وحقارة وخيانة في تغطية قناة العربية للاعتداءات الإرهابية الإسرائيلية على شعبنا الفلسطيني في القدس وغزة، هل تدلل على تباين وخلاف في أعلى هرم الحكم السعودي ؟؟؟
السلطات السعودية ممثلة بالديوان الملكي ووزارة الخارجية اتخذت موقفاً لايخرج عن الصف العربي إلى حدّ ما في ادانة الإرهاب الإسرAئيلي بحق شعبنا الفلسطيني ابتداء من تدنيس الاحتلال للأقصى الشريف مروراً بالانتهاكات بحق فلسطينيي الشيخ جراح في القدس وانتهاء بالهجمات الإرهابية على قطاع غزة وتوصيف ممارسات الإحتلال هذه بالانتهاكات، الإعتداءات، … الخ،
وكغيرها من السلطات الرسمية العربية والاسلامية تضامنت السلطات السعودية مع الشعب الفلسطيني ودعت لنصرته ودعمه.
على النقيض من هذا الموقف السعودي الرسمي، نجد قناة العربية الإخبارية المملوكة للسلطات السعودية في تغطيتها لأحداث الإرهاب الإسرائيلي بحق فلسطين المقدسة وشعبها المقدس، فنرى القناة تسمّي الإعتداءات الإرهابية الإسرائيلية على كل التراب الفلسطيني (من القدس – اللدّ – حيفا – الضفة الغربية – غزة – …) وبحق كل الشعب الفلسطيني على كل فلسطين (أطفاله ونساءه ورجاله وشيوخه) مسميات حتى إعلام الجيش الصhيوني ذاته لم يسميها بها، مثل “الحملة الأمنية على قطاع غزة ” و “التصعيد العنيف بين اسرائيل وحماس” !!!!!!!!
الأمر الذي يجعلنا كعرب، نتسائل هل تتخذ السلطات السعودية موقف مزدوج متناقض من قضية الصراع العربي الفلسطيني، فتعلن رسمياً على المستوى الإقليمي عن موقف، بينما تصرح عبر وسائلها الإعلامية عالمية الإنتشار عن الموقف المتناقض الآخر ؟؟
أم أن هذا .. يثبت نظرية الصراع الثنائي والتباين في المواقف المستقبلية داخل أعلى مستويات الحكم السعودي بين الجيل الملكي القديم الذي يمثله الملك سلمان والذي لاينفك عن اعلان تمسكه بعدالة القضية الفلسطينية وحق العرب بالأرض الفلسطينية ورفض التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي وبين الجيل الشاب الذي يتزعمه ولي العهد محمد بن سلمان، والذي على العكس من والده الملك فأنه وفي سبيل نجاح رؤيته الحديثة للملكة والمشاريع الصناعية والسياحية والنيوثقافية التي يعمل عليها حالياً فأنه على استعداد للتنازل عن أي موقف أو قضية أو ثوابت لا تمس رؤيته المستقبلية بشكل مباشر مثل القضية وتجعله على لتحالف مع أي طرف كان حتى وأن كان هذا الطرف ‘إسرائيل’ العدو التاريخي للشعب السعودي والمحيط العربي والإسلامي..
وجميعنا يتذكر الأخبار التي تم تداولها بشكل واسع العام الماضي عن اللقاء السري الذي جمع محمد بن سلمان بنيتنياهو رئيس وزراء اسرائيل في مدينة نيوم (أحد المشاريع المستقبلية لبن سلمان)، وكيف تحدثت الانباء حينها عن غضب الملك من اللقاء الذي تم دون علمه والاعلان رسميا عن نفيه عقب ذلك وتجديد اعلان تبني المملكة لموقف العرب في دعم القضية الفلسطينية والسلام المشروط مع اسرائيل.