- محمد العزعزي
توفى الرجل الرشيد أحمد فارع علي، أقدم تاجر في مدينة التربة، وهو الرجل التعاوني الذي ساهم بارتقاء العمل الخدمي من خلال مشاركته بالكثير من الأعمال الإنسانية.
كان يصدر البيانات المنددة بالأعمال الفوضوية وتردي الخدمات في المدينة، وكان يطبع ويوزع ويحاول نشر الثقافة بين أفراد المجتمع وتصحيح المسار ربما يعي المسؤولين .
التاجر الأول أنفق ماله وفي الأيام الأخيرة أكتفى أن يكون بائع لعب الأطفال في دكانه الصغير ليس للكسب لكن للتسلية والالتقاء بالناس، وكان الأطفال يرتادوا محله لشراء بعض الألعاب واكتساب بعض السلوك الحسن فكان لا يتردد بالنصح والإرشاد والتوجيه.
شغلت الرياضة جزء من حياته، فكان الداعم والمشجع لشباب نادي الوحدة الرياضي، وكان يحضر المباريات ويدعم اللاعبين بالمال والجهد والوقت، وتراه الى جانب الرياضة يعمل كل ما بوسعه وينتقد الإدارة لهدف واحد الارتقاء بالنادي.
في أيامه الأخيرة هجر التربة وسافر إلى صنعاء للسكن جوار من يحب من الأهل بعد أن ضاقت التربة بالأعمال الفوضوية وكثر الناس من كل أنحاء اليمن للسكن في التربة بسبب الحرب .
عبر محطاته الحياتية عامل الناس بلطف والإبتسامة لا تفارق محياه وضحى بكل ماله وأفلت تجارته المالية وبقت تجارته الأخلاقية بين الناس وحبهم له والترحم عليه .
فارقت التربة وخيم الليل بعدك فمثلك لا ينس ولك الرحمة والخلود أيها الرجل الطيب الجميل.