- كتب: عمر القاضي
وأنت تسمع حوارات المسلسلات اليمنية أمانه تشعر بيوبس وثقالة واستفزاز أصواتهم مرتفعة في المشاهد أيضا مش مناسبة، يعني يكون المشهد حزن ولا في عزاء ولا داخل بيت، والحديث عائلي عن موضوع ليس مثير تسمع حقنا الممثلين يرفعوا أصواتهم حتى لو كان الملح ناقص في الأكل.. تسمعه في المشهد يصيح فوق مرته وجهاله وهذا يسيء لنا لنظامنا الإجتماعي، مش في كل بيت الصياح، ولا كل الازواج يرفعوا أصواتهم فوق زوجتهم لأنها نقصت الملح في الأكل، لكن في المسلسلات اليمنية يتم تعميم السيء فقط..
أو مثلاً في مشهد أخر تسمع ممثل يحدث ممثل أخر عن سر معين ، لا يحدثه بالأداء المطلوب والمعروف وكيف الناس يتحدثوا بالأسرار بالواقع، في المسلسل يحدثه عن السر بصوت مرتفع أو يسحبه لطرف الشارع ولا لطرف القرية ويحدثه بالسر وبصوت مرتفع، وكأنه إذا ماسحبوش لطرف القرية ولا لخلف الدار المتابع مابيفهم أنه حدثه بسر..
وأنت تسمع الحوارات أيضا ستجدهم يتحدثوا بثقالة وبطء كما لو أنهم يلقنوا المتابع،
تدروا ليش يظهروا بهذا الأداء الركيك والممل، لأن المخرجين حقنا والممثلين يعتقدوا أنهم إذا ما تحدثوا بهذا الأسلوب الرتيب والثقيل أن المتابع مابيفهمهم سريع إلا لو رفعوا أصواتهم وتكلموا كالملقن.. شلوك.
مش عارفين أن اليمني قده يتابع فلم أكشن أجنبي مش مترجم ويفهم القصه كلها، وأنت حانب عند لغة التلقين البطيئة حقك.
أيضا من كوارث الحوارات في المسلسلات اليمنية أنهم يتحدثوا بمواضيع جانبية لا علاقة لها بفكرة المسلسل، ولا تفيد في تصاعد أحداث القصة مثلا تسمعهم يزبجوا في أماكن غلط وبعيده عن الفكرة.
وللعلم يقدر يزبج بطريقة لطيفة بس فيما يخص الفكره مش يخرج عن نص المشهد، وانتهى المشهد بزبجه سامجة.. مثلاً يكونوا يتحدثوا عن موضوع فيه تخطيط لموضوع ما، تسمع أحد المخططين يقوم يتلاكع ويزبج ولا يتغابى، والمتحدث الأخر أما يمد يده عليه ولا يزبج عليه أو يقوم يفهمه .
أيضا ستجد أغلب المشاهد تتكرار فيها التسألات ودلالات الإستغراب كثيراً، مع مط الممثلين للكلمات.. كذا مثلا (هاااااا ووانااا ااقوول ليش يسأل على نااااجي من الصبح” الا وهووو ناوي …” ) .
يمارسوا الأداء الممل والغبي هذا نعم عشان يلمحوا ويوضحوا للمتابع أن الموضوع فيه سر أو أنه خطير.. ومن ضمن التكرار أيضا سوف تسمع الممثل الأول يحدث إثنين واقفين أمامه، أحد الواقفين بعد أن يكمل الأول الحديث يقوم بأعادة نفس الجملة لصديقه الذي قالها الأول يكرر الجملة لصديقه الذي سمعهوها الأثنين بنفس الوقت ومن نفس الشخص الذي أمامهم.. هكذا يلتفت لصديقه
ويردد نفس الجمله ” سمعت يايحيى قدهم مستعدين يفتعلوا لنا أطرف مشكلة”، ولا يظهر شخص يتصل بأخر تسمعه يردد كلام المتصل الأخر الذي لم يظهر في الصوره هكذا.. “ايوووه، أنت قلت أنهم بطلوا الخطوبه… تمام .. تمام”، وغلق الهاتف ورجع يحدث زوجته بنفس الجملة التي قالها بالإتصال، هناك أخطاء كثيرة وفادحة فيما يخص حوارات المسلسلات والتعبيرات و الخ.
أيضا وأنت تسمع الحوارات ستجد أنها غير مترابطة بالحورات السابقه، وهذا يرجع بسبب أن مشاهد المسلسل غير مرتبة تصاعديا حتى تفيد أحداث القصة.. يعني ممكن يخرجهم مشهد أهبل ويضيعوا حلقتين عشانه وهو منفصل عن الفكرة ولا علاقة له فيها، وبعدين يحنبوا ومايعرفوا يرجعوا للفكره الرئيسية، وهذا أمر طبيعي.. لكن خرجتك من الفكرة الرئيسية إلى فكرة إضافية وثانوية يفترض تكون مرتبطة بالقصة ولها هدف تريد إيصاله من خلالها في حالة انك عجزت إيصاله عبر الفكره الرئيسية، وعندما تعود للفكره الرئيسية تكون العودة بطريقة مرنة ومتلائمة حتى لا يشعر فيها المتابع.
أيضا ستجد أن حوارات المسلسلات اليمنية بدون عقد ولا انتقالات قوية كي تساعد على تصاعد أحدث قصة المسلسل.. ستجد الحلقات على نفس الرتم ومملات، من بداية المسلسل حتى نهايته وهم يبحثوا عن موضوع معين وبرتابه معينه وغير مثيره ومشوقه.. طيب يا أخي على الأقل إنتقل من الحلقة التاسعة.. وإذا عجزت إنتقل من الحلقة ال 17 بموضوع مثير ومشوق ومرتبط بالفكرة.. بقلكم ليش تغيب العقده القويه، أصلا مافيش قصة قوية من الأساس ولأنهم فاهمين إن العقده فقط تكون في النهاية وزلج أبو الليم.
مثلا من بداية مسلسل غربة البن حتى نهايته وهم يبحثوا عن الشنطة، وحافظ يعرضوه كمجرم من البداية وحتى النهاية، من دون توضيح ليش أصبح مجرم وليش قتل وو..الخ.
ومن بداية مسلسل ليالي الجحملية حتى النهاية وهم يبحث سر من خلف الصورة ..
وفي مسلسل سد الغريب يتحدث عن صراع عن السد والجميع يغرف ماء من السد أين المشكلة إذا؟ ماقد شاهدت مسلسلات مكشوفة عند المتابع سع المسلسلات اليمنية.. المتابع يكتشف أحداثها من الحلقة الثانية ويعرف أيش بيحصل وأيش النهاية..
لأنهم مازلوا يستخدموا الطريقة القديمة التي تعرض أن الممثلين مايعرفوش شيء من الأحداث التي يمثلوها والمتابع يكون عارف فيها عشان المتابع يجلس يتفاعل نعم، وهذه الطريقة تستخدم للإثارة والتشويق ولكنها مكشوفة وقديمة.
أيضا حقنا المخرجين يتهربوا من الطريقة الثانية التي تعرض الأحداث ويكون المتابع لها مايعرف شيء والممثلين وحدهم يعرف كل شيء، وهذه فيها حماس وتشويق أكثر،
وهناك طريقة ثالثة تمزج بين الطريقتين، وهناك طرق أخرى ومتعددة والله يعلم متى بيوصل لها أصحابنا في الدراما.. لكن أوعدكم بإنتاج أول فلم أكشن يمني جديد ومكتمل وقوي وسيحصد جوائز عالمية بإذن الله.. فيلم “نازح” من تأليفي أنا .. انتظرونا.
….