- حسن عبدالوارث
اذا جرجرتْ الحرب أذيالها ، وأظهرتْ لك من عوراتها وأنذالها ، ما يهيب له الانسان ويشيب له الولدان ، فابشر بموت حياة واندحار حضارة ، واعرف أن كلَّ مكسبٍ يومها محضَ خسارة .
…
تجيء القبائل الى موائد السلطان ، فتنزع – عند عتبة الباب – مقبض السيف ومربض الكرامة . وحين تجلس الى صولجان العرش ، لا تتكلم لغتها البتة ، ولا تتكىء على تراثها ..
حينها ، السلطان وحده يتكلم اللغة التي يريد ويجيد ، وهو الذي يتكىء حينها على رؤوسهم .
…
لا قطرة ماء في وجه فارس قايضَ خيله بتويوتا ، وباع رمحه بدرهم فضة ، ونزع عنه بدلة الحرب ليلبس كلسوناً أحمر اللون بشراشيب صفراء ..
ولا يُسمى الميدان ميداناً الاَّ اذا ازدحم بالأفراس وممتطيها ، والاَّ فأنه ساحة سيرك ..
ولا يكون البحر بحراً الاَّ اذا خاضت فيه السفين ، والاَّ فهو حمَّام سباحة أو بانيو .
—————– ( 2 ) —————-
يقولون : احذر ، فاِنّ الأرض مزروعةٌ بالشِّراك ..
يقولون : حاذر ، فاِنّ الخطر يحوم في ذرّات الهواء ..
- الحذر ولا الشجاعة ..
- لا حذر مع قَدَر !
ويستمر الموّال .. ويتكرّر المنوال ..
ورحم الله مخترع الحرف .
…
كلما أطلقتُ ضحكةً ، قهقهتْ مدافع الجهل وتشظّتْ في الآفاق قنابل الرعونة .
وكلما أطلقتُ صافرتي للريح ، نعقتْ أسراب الغربان ونعبتْ طوائف البوم ونقنقتْ ضفادع المستنقعات .
وكلما أطلقتُ نكتةً ساخرةً ، أطلقتْ جيوش قراقوش نابالم الحقد وسيانيد التخلف .
انني أطلقُ الكلمة والبسمة ، وهم يُطلقون ما في جوفهم من قيح وغُثاء قبيح .
انني أنسجُ سخريتي من رُقَع الفاقة وأسمال العدم ، وهم ينسجون نهايتهم الكالحة من ذنوبهم وأذنابهم .
انني أدّخر حزني لأُذخّر مُزني ، وهم يدّخرون كآباتهم ليُذخّرون نكباتهم .
وفي آخر الشوط …
أكونُ في موقع الصدارة .. ويكونون في أسفل درك الانحطاط .
- عن: موقع بلقيس