- محمد الشرجبي
لست متأكدًا من شكل الموتة التي أستحقها، لكنني أشعر بها الأن، و موضع الرصاصة التي ستصيبني في مقتل، فوق السورة تمامًا.
لا أعرف من قاتلي كالعادة، لكنني مصر على أني سأموت مقتولًا بأجل مكتمل، بالطبع سأكون قد ارتضيت.
سأرتمي صريعًا، بجرح غائر دامٍ، سيؤلمني أثر سقوطي أرضًا، فالسقوط مؤلم ككل مرة، سأظل أنزف، أراقب الدم المنهمر وجوف الجرح الغائر دون شعور، وقليل من التنميل.
بالضبط، كامرأة عادت لتوها من الحقل بعد يوم شاق، إن تذكرتُ فقط “عمر الشريف” سأبتسم،أحبه ما أرقه! ما لم فلا!
سأموت، كيف، متى؟ لا علم لي! كطفل غاب في سرداب أبدي!
ستجتمع وفود الناس وكثيرٌ من الفضوليين والحذرين، دفعًا دفعًا، سيبادر ثلاثة منهم بحملي للمستشفى كانوا في طريقهم إليها، لكني كمن ذهب للنوم، بهدوء.
إسقاط واجب، سيعلنون خبر مصرعي وسيتنافسون، وسيعرف الجميع دفعة واحدة، سيشفقون عليّ، “ياحسرة مات، لا دنيا ولا أخرة، عاطل باطل ولا عمل شيء، الله يرحمه”
سيضحك الناس وسيبكون، كل شيء كالعادة وستستمر الحكاية، ميت يموت للمرة الآخيرة.