- عبدالرقيب طاهر
مدينة إب التي نحبها لم تعد كما كانت عليه ، مدينة الحب والجمال ، مدينة السِلم والسلام ، أنا لا أطلق عليها هذه الألقاب جزافاً بل عن خِبرة عايشت أهلها وتعاملت مع أسواقها وزرت معظم ربوعها ..
إب المدينة التي لا تعرف الجريمة إلا مآ ندر ، المدينة التي يعمل كل الناس فيها بأمن وأمان تكلأهم عناية الله ويبارك في رزقهم غزارة المطر …
مؤخراً صارت الجريمة في هذه المدينة ملفتة لنظر وهي المدينة التي لم تعتاد كانت على الجريمة .
ثلاثة أطفال بعمر الزهور من أسرة واحدة أخوين وثالثهم إبن عمٍ لهم ، قتلوا عند بزوغ الفجر على يد قاتل تجرد قلبه من كل دواعي الرحمة والمغفرة ، لا ردته إنسانيته عن الجريمة ولا لوى ذراعة هذا الشهر الفضيل ، ولا كبح لجام غريزته الإجرامية برائة طفولتهم .. ..
يا إلهي …
كيف أستطاع هذا المجرم أن يظغط على الزناد ليطفي تلك الشموع الثلاث ؟؟
من أين لك كل هذا الجبروت والإجرام حتى سولت لك نفسك إرتكاب مثل هكذا جريمة لربما التفكير فيها يخشى حتى الشيطان نفسه منها ؟
ورب العرش لو كنتَ حتى آخر جنود التتار ، مآ سولت لك نفسك قتل ثلاثة عصافير في شهر الخير والرحمة ، فما بالك بقتل ثلاثة أطفال ، لخالجتك بقايا ذرة من رحمة وقليل من الشفقة وأنت مقدم على مثل هكذا جريمة .
ماهي دوافعك أيها المؤفون الأشر ؟ مهما ختفيت عن عيون البشر ، أين المفر من رب البشر ؟
يعرف الجميع مآ تمر به البلاد جرى الحرب والحصار وظروف الناس ، لذا فا أطفال اليمن غير عن كل أطفال العالم ..
يذهبون عند بزوغ الفجر ليس لصفوف الدراسة إنما للعمل ، هكذا هي أقدار أطفال بلادنا و نحن جميعاً تربينا على مثل هذا الشقاء والتعب ، فليس من حقنا أن نلوم الأب الذي أودع الرحمن فلذات كبده عند الصباح ..
كيف لنا أن نواسي هذا الأب المفجوع والأم المكلومة في جريمة بكت عليها حتى ملائكة السماء …
عزئنا ودعواتنا لهذه الأسرة المفجوعة بفراق أطفالها ..
ولعناتنا وسخطنا في هذا الشهر الكريم على القاتل الفار من وجه العدالة …