- كتب: ضياف البَرَّاق
نقرأ له قوله بأن المقدّس لديه هو “القضية والثوابت والمبدئية وليس الأسماء”. وقبيل موته قال في حوار لم يُنشرْ بأن “الغرب يخوض حربًا على كل الحضارات”. الغرب وهادي العلوي نقيضان لا يلتقيان أبدًا. فقد كان خصمًا شرِشًا للرأسمالية الغربية، وخاصةً الهيمنة الأمريكية على العالم. إنه معادٍ حقيقي للغربيين “الذين يتصرفون كورثة للهمجية الرومانية”. موقفه من الغرب عدائيٌّ صريحٌ دائمًا. وهو موقف صارِم يصدر عن ضمير مثقف شيوعي عربي يكره الظلم بجميع أنواعه، ويرفض أن يكون العمل الثقافي عبثيًا.
البكاء مهنة شرقية، يقول هادي العلوي. ومعنى هذا أن الروح الشرقية أكثر إنسانية من الروح الغربية. فالمشاهد الإنسانية المؤلمة لا تثير الدموع في الغرب إلّا عند حالات فردية قليلة ونادرة. والشرق لذلك هو منبع الروح الشيوعية القديمة (أو المشاعية، كما يطيب له أن يسمّيها)، ومنبع التصوف أيضًا. والروح اليسوعية النبيلة شرقية، لأن المسيح هو ابن المجتمع الفلسطيني القديم. ويقول إنّ “كتابة ماركس عن أحوال العمال في زمانه تصدر عن قلب يسوعيّ لا عن عقلية رقمية”.
وتصدر انتقاداته للغرب عن منهجية تاريخية، ويقول إن الماركسية هي “منهج المناهج”، وأدواته في البحث والنقد هي أدوات المنهج الماركسي. ونأخذ من انتقاداته العديدة للغرب، قوله: “النموذج الذي يقدمه الغرب ويتهمنا بالعجز عن تحقيقه، هو هذا النموذج العدواني الذي يتجه لابتلاع الأرض ومن بعدها ابتلاع الكون. أما نحن فنضالنا نحو هدف متكامل لبناء اقتصاد إنساني وحضارة غير عدوانية، وسيسهل علينا البدء في هذا عندما نتخلّص من الهيمنة الغربية”. وقوله أيضًا: “الحضارة الغربية منسجمة وراء سعار التكنولوجيا الذي تفجِّره الرأسماليةُ لتسيطرَ به ليس على الأرض بل على الكون كله”. وعن نمط الحياة الغربي، قال إنه “نمط فاسد ومدمر للمجتمع ومفكك للعائلة، وهو المصدر الأكبر للجريمة المنظمة والأوبئة الجنسية وتبلبل القيم”.
وللغرب عملاء محلّيون، يكرههم العلوي. ويرى أن هذه الأنظمة العربية الفاسدة يدعمها الغرب ضدنا. وهذه إسرائيل هي شوكة غرسها الغربُ في حَلْقِ الوجود العربي، ويصوِّرها لنا الأديب السوري الكبير محمد الماغوط “كمخلب قط للاستعمار”، و”كرأس جسر للإمبريالية”. ويقف الغرب من محنة وقضيّة الشعب الفلسطيني، موقفًا لا يخلو من زيف وظلم. ويعادي العلوي توابعَ وأدوات السياسة الغربية في المنطقة، وعلى الأخص خادميها من المثقفين والسياسيين العرب.
المثقف موقف حقيقي يتحرّك بشكل دائم وفعّال ضد الظلم بجميع أشكاله. وتسقط مثقفية المثقف بمجرد أن يسلك طريقًا غير هذا الطريق. وتسقط مثقفيته أيضًا عندما يسير في خط الأنظمة الحاكمة، الداخلية أو الخارجية، لأن خضوعه لأوامر أي سلطة حاكمة يُفقِده مصداقيته. ومصطلح “المثقفية” نحته العلوي نفسه ويعني به أخلاقية المثقف ومصداقيّته، كما أفهمه. والمثقفية، بتعبير آخر، هي إنسانية المثقف التي لا بد أن تبقى دائمًا نزيهة ومُقاتِلة ضد الخساسات والشرور. ومؤلفات العلوي، كلها، صادرة عن مفكر حر عميق، إشكالي، مثير للجدل، وهي لذلك هامّة جدًا.
يقول: “والغرب المنسجم مع نفسه يشدِّد من عدوانيته على العالم الثالث ويتجه لإعادة صياغة هذا العالَم وفق المعايير التي يريدها”. والعلوي كان صادقًا مع نفسه، تمامًا كصدقه في عدائه للغرب، ويتمتع بعقلية علمية موسوعية فذّة. وطنيّته عميقة ونضاليّته صادقة. فالثوريّة الزائفة تخلو منها حياته وكتاباته العميقة الهامّة. وأفكاره التي آمن بها، عاشها في الواقع. عانى الفقر والجوع مع والدته، مما غرس في وعيه الصغير كُرهًا للأغنياء ولدولة الأغنياء، حسب قوله. أي إنّ الفقر ربّاه على عزة النفس وكراهية الظلم ومحاربة الباطل وملازمة الشرف والصدق. وهذه المعاناة المبكرة في العيش، جعلته فيما بعد زاهدًا وشيوعيًا.
ويؤكّد على أنّ المعارضة هي “عمل قسري”، أيْ “نضال وليس ترفًا ثقافيًا من هذا الذي يعرض على شاشات التلفزة أو يُكتب في باب رسائل القراء من الصحف اليومية”. ويرفض أن يسير النضال على قاعدة “قُلْ كلمتك وامشِ”، لأنّ “الكلمة لا تمشي إلا وصاحبها معها”. وعلى المثقف “ألا ينتظر الإذن من الدولة لكي يعارضها”. ثم يروي لنا واحدًا من مواقفه الشجاعة الصادقة، فيقول: “دعتني إحدى القوى الكردية المتطاحنة في كردستان العراق وقالت لي: نرحب بك تأتينا وتشتمنا في التلفزيون. فأجبتهم أني لا أشتمهم بإذن منهم بل أشتمهم رغمًا عنهم وبوسائلي الخاصة بي لا بوسائلهم”.
تطرّف العلوي في زهده، وأنهكَ قواه الجسدية والذهنية بكثرة همومه واشتغالاته الفكرية والنضالية. كان على الدوام حقيقيًا وحقّانيًا، أي مع الحق أينما يكون. يقول: “أنا ماركسي لا كانطي”. ويقول: “لست أصوليًا ولا علمانيًا”. لكنه، بالتأكيد، ضد دمج الدين بالدولة. ولا يعترف بالمرجعية الدينية على الإطلاق. وكان ضد المؤسسة الدينية لأنها “وقفت مع الطغيان في شتى البلدان وشتى الأزمان”.
مفكر وباحث كبير في تراث الحضارتين: الإسلامية والصينية، وكان لذلك يُلقِّب نفسه بسَليل هاتين الحضارتين. قرأ تراث الشرق كله، وعرفه معرفة عميقة. والعلوي يعتبر أن عصر النهضة العربية “بدأ بالشيرازي وليس بحملة نابليون كما هو شائع”. وينتمي هادي العلوي لإسلام الحضارة وليس لإسلام الدين. لأنه لم يكن متدينًا. هو القائل: “مات إسلام الحضارة وعاش إسلام الدين”. ورجوعه للتراث هدفه ليس خدمةً للغرب، الذي لا يريد هذا التراث، حسب قوله، وإنما الهدف منه هو التأصيل لثقافة وطنية مستنيرة ومتينة، وتعميقها في وعي الجماهير.
يعرّي العلوي المثقفين العرب “الذين يعرفون عن الغرب أكثر مما يعرفون عن أنفسهم”، ويعتبرهم خصومه. وكان معاديًا أيضًا “للمثقفين المأخوذين بالخساسات الثلاث: المال والجنس والجاه، ويجعلونها من صميم العمل الثقافي”.
لقائي به لأول مرة كان في لندن، كنت أنتظره في المقهى، وكان الجو ممطرًا، وفجأة لمحتُ عينين قلقتين فعرفت أنه هادي العلوي. القلق جزء من كيانه، جزء من حياته. هادي لا يعرف أن يعيش بلا قلق. وتلمح في عيونه مطرًا على بلدان عديدة، وإن كان الجو غير ممطر. هكذا تكلم الشاعر العراقي مظفر النواب عن رفيقه هادي العلوي. أما المفكّر الفرنسي جان بيرك يشهد لعبقريته الفذة، فيقول: “أيها العرب: إن لديكم مفكرًا مهمًا جدًا اسمه هادي العلوي. إنه أحد أخطر عشرة مفكرين في القرن العشرين”. ويضعه هنا في موازة سارتر وغيره.
ويؤكد على أن الدين لذائذي حِسّي تسلُّطي، وأن الروحانية شيء آخر، وينسب هذه الحقيقة لشيخهِ أبي العلاء المعري. والعلوي متصوف في نزعته وسلوكه، وينتمي إلى كل فقراء العالم. هو متصوف فلسفيًا واجتماعيًا في آن، وأسّس جمعية نبيلة لمساعدة الفقراء. صوفيّته لادينية. أنتج فكرًا حقيقيًا ما زال أكثرَ إثارةً للجدل. محارب شرس للمركزية الغربية. يساري تقدمي دون التخلي عن تراثه وتاريخه وثوابته الوطنية. كثير النقد لأسلافه. لم يحس بالتناقض بين وطنيته العربية وشيوعيّته. ولكنه كان دائمًا يجد نفسه في تناقض كامل مع الغرب وتوابعه في الشرق. يقول: “عدونا هو الغرب، عدو البشرية الأوحد. وأداته الضاربة في عدوانه المستمر على البشرية هي الولايات المتحدة التي تخوض معنا حرب إبادة: إما هي وإمّا نحن. وسنكون نحن”.
ويكره الأنظمة العربية المتواطئة مع الغرب والصهيونية، وكلها لم تسلم من نقده اللاذع. يقول بحرية وشجاعة: “الدولة التي تجب معارضتها دولتان: الدولة الفاسدة/ الخائنة، ومثالها دول الجامعة العربية في مجموعها الكلي. على أن تعبير معارضة بخصوص هذه الدول مجازي أكثر منه أصليًا فالمعارضة بمفهومها المعاصر سياسة قائمة على النقد وعدم التعاون. وهذه الدول لا يكفيها النقد وعدم التعاون بل يجب النضال مع القوى الوطنية لإسقاطها. فالمقاومة أَولى بالاستعمال هنا من المعارضة. هذه الدول معادية للشعب وحقوقه وللوطن وسيادته فهي جزء ملحق بالمعسكر الغربي بوصفه عدونا الأوحد. ومحاربتها واجب كمحاربة الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة والصهيونية ودولتها إسرائيل. ألا ترون كيف أخذت العلاقات مجراها الطبيعي بين دول الجامعة العربية وبين هذا المعسكر؟”. ثم يقول ضمن هذا السياق نفسه: “والغربيون هم اليومَ (كَتبَ هذا عام 1997) الحاكمون الفعليون للعالم العربي وإليهم يرجع الخراب الذي يعم هذا العالم ويمنعه من النهوض. والاتفاق حاصل بين الغربيين جميعًا على هذا مع اختلافهم وتشققهم الداخلي لأنهم يتوحدون أمام الخطر الخارجي. وحُكْم الغربيين للعالم العربي يأخذ مساربَ وأشكالًا مترابطة متكاملة. أولها وأحكمها هي العمالة السياسية: تنصيب حكام ينفذون سياساتهم في بلد بلد. المسرب الآخر لحكم الغرب هو الثقافة”. ولا ندري ماذا كان سيقول إزاء التطبيع الصريح من جانب الحكومات العربية مع الكيان الغاصِب المحتل، هذه الأيام؟ وماذا كان سيفعل عندما يرى الثقافةَ اليسارية العربية المعادية للغرب، وقد تغربنت اليومَ إلى حد شبه كامل، وصارت بالتالي مستسلمةً له، ومتماهيةً معه؟ وأي طريق كان سيختار للهروب من هذا الخزي؟ لا أدري.
وقد أكّد مِرارًا على أن الغربيين إذا اختلفوا مع بعضهم، يبقى اتفاقهم موحَّدًا أمام الخطر الخارجي. ويقول: الغربيون كيدهم في شقاق لأنهم لم يعرفوا الوحدة الحقيقية في كل تاريخهم. وحروبهم مع بعضهم تُكافِئ في دمويتها وهمجيتها حروبهم ضد البشر خارج قارتهم”.
وموقف إدوارد سعيد من الاستشراق، لا يتعارض مع موقف هادي العلوي منه. يقول هادي: “ومن المعروف عسكريًا أنك تحتاج إلى دراسة عدوك لإتقان المعرفة به، لكي تضع الاستراتيجية الضامنة للنجاح، في ضوء هذه المعرفة. وتنطبق هذه النقطة على الاستشراق. فهو يعبّر عن حاجة سياسية واقتصادية وعسكرية، استدعت معرفة هذه الجغرافيا المستهدفة”. ثم يضيف موضِّحًا بأن “الاستشراق في حقيقته ليس موضوع معرفة، ولم يظهر من المستشرقين الكبار من يصدق عليهم وصف مثقف، ونحن كذلك لا نجد لهم دورًا في النضال الذي خاضه المثقفون الغربيون من أجل إصلاح بلدانهم. فالثقافة الاستشراقية لا تنسلك في سلك الفكر المعارض في الغرب نفسه”.
والإنسان الأمّي، في رأي العلوي، أقلُّ خطرًا من المثقف الجاهل جهلًا مركبًا. فلا أخطر من الثقافة الزائفة أو المغلوطة. ويتجلى جهل المثقف في الاِنفلات الأخلاقي وقسوة الضمير والتطرف والابتعاد عن هموم الناس والاصطفاف مع الطغيان والميل للانتهازية والتحرُّك خارج دائرة الحق والحقيقة. ويعرض علينا مشكلة خطرة هي أن “الجهل بالتاريخ آفة مشتركة لمعظم مثقفينا بمن فيهم بعض الذين يحملون صفة مؤلف”. لمْ يكن يحترم المثقفين العرب الذين تغربنوا بثقافة الغرب لأن هؤلاء يجهلون تراثهم، فيقول بشجاعته المعروفة: “مثقفونا العرب غربيون في جملتهم، وعدائي لهم هو جزء من عدائي للثقافة الغربية”. والحق أنّ أغلب مثقفينا هذه الأيام يعتبرون الغرب كلَّ شيء، فيقدّسونه ويلمّعونه أكثر من اللازم في تغطية ممنهجة منهم على جميع آفاته وعيوبه بعبارات ناعمة لكنها مفضوحة ومبتذلة. وفي كتابه “فصول عن المرأة” نقرأ له هذه السطور: “وحساسية الغربيين لأي نهوض في هذه المنطقة تزيد على نظائرها ضد البقاع الأخرى من العالم، لأنهم يرون فيها النقيض القاتل لوجودهم”.
ويفرّق هادي العلوي بين نوعين من الجهل: “الجهل البسيط هو أن لا تفهم شيئًا، والجهل المركب هو أن تفهم أشياء مغلوطة. وهذا الأخير هو ما أقصده بجهل المثقف الذي يسيء فهم الأشياء رغم اشتماله على المعرفة”. ويعترض على جهالات مثقفي القرن العشرين، فيقول مثلًا: “برتراند رسل، أعظم فلاسفة القرن العشرين، دعا سنة 1947 الولايات المتحدة الأمريكية إلى قصف الاتحاد السوفييتي بالقنابل الذرية للقضاء عليه قبل أن يمتلك القنبلة الذرية. أيُّ جهلٍ أشد من هذا الجهل الذي يرتكبه فليسوف كبير، حين يدعو إلى إبادة شعوب بكاملها من أجل بقاء حضارته الغربية؟”. ويواصل نقده لرسل بقوله: برتراند رسل أيضًا ذهب في الثلاثينات إلى الصين، ضمن حملة غربية لاستعمار الصين ثقافيًا. وفي كتابه الهام جدًا “تاريخ الفلسفة الغربية”، شطب رسل على الرشدية اللاتينية التي شغلت أربعة قرون من تاريخ أوروبا. والدافع عنصري. هذه تصرفات أكبر فلاسفة القرن العشرين!”. ولكنه نسيَ، ولو بغير قصد، أن يفضح جهالة الروائي الأمريكي الشهير، جون شتاينبك، الحائز نوبل للآداب عام 1962، وصاحب الرواية المشهورة “عناقيد الغضب”. شتاينبك الذي وقف مع عدوان بلاده الهمجي على شعب فيتنام، وكان “مُبتهِجًا” على متن طائرة حربية تلقي القنابل على رؤوس الأبرياء الفيتناميين، كمرافق للطيّار، ثم عاد من مهمّته هذه وكتب مقالًا طويلًا مدح فيه أصابع الطيار التي كانت تضغط على أزرار إطلاق القنابل، بأنْ شبّهها بأصابع عازف بيانو ماهر!
ولا قيمة للمثقف إذا سقط ضميره. وفي سياق نقدي آخر يقول هادي العلوي: “ولا ينبغي أن لا نفاجأ حينما يوقِّع جميعُ مثقفي الغرب على وثيقة تدمير العراق عام 1991 مع استعدادهم للموافقة على إزالته من الوجود بالسلاح الذري حينما يستدعي الوضع ذلك”. والغرب هو “العدو القديم للعرب”. ويقول أيضًا: “وقد ورث العرب عداوة الغرب للفينيقيين وحربه عليهم في شمال إفريقيا ثم عداوته لتدْمُر الآرامية وحربه على ملكتها الحسناء الحازمة المثقفة زنوبيا”. والحرب العالمية الثانية هي تسمية افتئاتية، حسب وصفه، أي باطلة، لأنها حرب غرباوية بالأساس!
وقد كان العلوي مثقفًا كونيًا بامتياز، وفقًا للشروط التي ذكرها هو في قوله هذا: “المثقفَ الكوني مصطلح استُحدِثَ لوصف غِرار مثقف يتميز بعمق الوعي المعرفي والوعي الاجتماعي معًا، وبعمق الروحانية التي تجعله قويًا على مطالب الجسد، ومترفِّعًا على الخساسات الثلاث، وبالتالي قادرًا على خوض النضال ضد سلطة الدولة وسلطة المال ومن أجل الشعب”. والحقيقة أن حياته ومواقفه كانت في هذا المستوى النبيل.
حالة احترابه الفكري والحضاري الدائمين مع المركزية الغربية وتوابعها الآسيوية والشرقية، لم تنقطع إلا بوفاته. وهكذا، بقي ملتزمًا بخط المعارضة والمقاومة الفكرية حتى مغادرته الحياة لأسباب صحية عام 1998. نعم، لقد كان نموذجًا فريدًا للمثقف العضوي الحقيقي الملتزِم. قال هادي العلوي في سرديته العميقة عن أبي العلاء المعري:” المعري أُمّةٌ وحده. وتكراره مُتعذِّر”. وأنا أقول هذا الكلام نفسه على هادي العلوي.