- زين العابدين الضبيبي
اربطوا العيد من رجليه
في الربع الخالي
في باب المندب
في خليج عدن
خذوه أسيراً
في أيةِ جبهةٍ تنز دماً
دماً مخذولاً ومخدوعاً
خذووه إلى السجن
حملوه أمانة السلام
من نساء وأطفال الأسرى
اربطوا هذا الضيف الارعن
في أي جزيرةٍ بعيدةٍ
لا تخبروه عن الحصارِ
عن الخساراتِ
عن الجمارك المضاعفة
التي سندفعها لوصوله
اربطوا هذا المدعو المتسلق على جماجمنا المهشمة
أن لا أحد يريده
اربطوه بعيداً وحدثوه
أن المآتم
وحدها بانتظاره
أن الناجين من الأطفال يحملون المسدسات
للأخذ بالثأر من الحرب
من شعارات مخاتلةٍ
سرقت أباءهم للأبد
للثأر منهُ حين يأتي على شكل شبحٍ أو دمعةٍ كونية.
في بلادنا
الاطفال يلبسون الأسود طوال العام
فلم يشتروا ثياباً جديدة منذُ حربٍ ونيف
وها هي عيونهم وقلوبهم معلقةٌ على الأسطح
لتجف من الدموع
وترسم بالحسرات
صورةً لعناق محتمل
حدثوه أن “دكاكين” الحلوى في بلادنا لاتبيع سوى الرصاص
والقنابل وتوزع الألغام مجانا
اربطوا العيد قبل أن يصل
الأبواب كلها مغلقة
النوافذ كذلك
والمطارات
وجميع الجهات المؤدية إلينا
في اجازة مفتوحة
والشوارع تتجشأ الشظايا
ما الذي يعنيه العيد
للأرواح الذابلة ؟
للحناجر المبحوحةِ
المضرجة بالفقد
لبطون يَسْبَحُ فيها العدم؟
اربطوا العيد
في شجرة نائية وقاحلة
أو برقبة زعيم بلا ملامح
يستعرض مفاتنة الوطنية كراقصة
تنام على سرير وثير
وعشاقها ينامون بانتظارها على الرصيف
اربطوا العيد قبل أن يصبح أحد الضحايا في نشرة الأخبار القادمة
أو نازحاً يموت على بوابات منظمات حقوق الإنسان
فما الذي يعنيه العيد السعيد
لليمن الحزييين ؟