- محمود ياسين
عاد كورونا للتهديد مجددا ..
الكمامات ممكن التعايش معها ، لكن فكرة الحجر المنزلي هذه تبعث على التشاؤم والضجر .
حتى أن أمراضا لها علاقة بالتهاب المفاصل تبدأ في توعدك هي الأخرى ، فقط تفكر في الحجر المنزلي وتحضر لذهنك أنماطا من الوجود العنكبوتي ولين العظام .
أخبر نفسي أن لدي جهاز مناعة كان لديناصور أنقرض على سبيل سأم الحياة وحيدا وقد أغفله النيزك لتتولى الفيروسات اختباراتها عليه ، نوع من تبادل الوظيفة بين كوارث الطبيعة .
كأنني أتشمم رائحة عطن الحياة مع أي استعدادات واقعية ووقائية معا ، ذلك أن بعضنا تعطبه الاحترازات وليس الأمراض.
أحبني لست محجورا ولا متجنبا لشيئ أو ذكيا يجيد التملص والنأي بالذات ، نحن فصيل من قوارض الحياة المتطورة نقضم الكتب والقات والملذات وندفع ثمن اندفاعاتنا برضى .
ودون إشارة لفكرة المؤامرة العالمية الفيروسية فهي تجعل أحدنا ساذجا بدرجة ما ، وعلى درجة من التهذيب لإظهار الاحترام تجاه الوقائيين المحترزين ، إذ لا تهكم هنا ولا اتباع منهج التبسيط أو امتداح العراقة الجسدية وإطراء التلوث ، كلما هنالك أن هذا المرض غوغائي ومتطلب ويفتقر لسقف وحدود ما ، إنه يطلب إليك مايبدو مستحيلا بدرجة ما حتى ولو كنت انطوائيا فذلك لايكفي ، كأن عليك التحول لبكتيريا لا تحتاج أكثر من قطعة خبز متعفنة لتبقى .
هذا فيروس يسخر من أعتى الدول ويتعالى بوجه تاريخ إنساني طبي حافل بالإنجازات والثقة بالذات .
أنا سأتجاهله أيا يكن الثمن ، لا لكوني نهما للحياة ولكن لأن متطلباته للبقاء تبدو موتا بشكل ما ، لاسيما في اليمن ، يجدر باليمني الاستيقاظ كل يوم لانتزاع حياته من فم الوحش .
لكن هذا وحش بلا فم ولا عيون ، إنه ارتجال أصم وزئبقي وغامض قدمته الطبيعة لحظة إحساس بالملل وراحت تجرب نمطا من لهو فادح .
ما أكثر التهديدات وهي تشير لك نحو شق في الجدار لتنجو .
أين الولاعة ؟