- وضاح اليمن عبدالقادر*
ها أنا الان أعاود سيرة أصابعي للمرة الألف ، هي سيرة زاخرة بالفوضى لكنها ليست زاخرة بالموت الذي أصبح سيرة مفتوحة بأصابع خفية تدير مفاتيح لعبة اسقاط البيادق في هذه المدينة المنهكة . لأصابعي سيرة محترمة جدا في إعادة رسم حبيبة غادرت عند آخر منعطف ؛ حين كانت الشمس تلوح لنا بتغريبة الحرب . لطالما أتقنت رسم دائرة نهديها بإحترافية عالية وإعادة تقسيم جسدها وفقا للمدرسة التكعيبية. وأحيانا أجدني في الوحشية أقود توحشا يروق لها وفجأة أجدني قد أعدت رسمه وتقسيمه وفقا لمدرستي الخاصة التي لا يتقنها سواي . كان جسدها بحيرة ألوان تعاود الاختلاط بشهقات بكر ؛ وكانت أصابعي فرش رسم بمقاسات مختلفة تصنع الدهشة تلو الأخرى وتجتر من أعماقي تنهيدة عروق راسخة بأقدامي الملتصقة بالأرض . أصابعي تجيد لغات حية كثيرة قادرة على أن تعيد ترجمة شهقاتها بلغات مختلفة كما ليست بمقدور أصابع أخرى إجادة ذلك . في كل مرة كانت أصابعي قادرة على أن تقلب الأشياء فتمنحها بعدا رابع .. لطالما قادني جنون أصابعي لعوالم أخرى متجددة كانت هي على غير دراية بها . أن تعيد اكتشاف العالم بأصابعك دهشة لا تتناهى تظل موجات اصابعك المغناطيسية في حالة تردد دائم في الغلاف الجوي لا تلتقط اشارة ترددها سوى جسدها فقط . ها هي أصابعي الان تعاود كتابة سيرة أخرى … لكن … ما أثقلها … لم يعد بمقدورها إعادة تشكيل العالم … أحاول الان …لكن الطبيب أخبرني بأنها أصيبت بالشلل.. وأن أصابع أخرى بمقدورها الان أن تعبث بعالمي …
- قاص وشاعر يمني مقيم في القاهرة