- محمد الشرجبي
إنني الآن أستمع لفيروز من على بالوعة الحياة، “إذا رجعت بجن وإذا تركتك بشقى، لا قدرانة أفل ولا قدرانة أبقى”، عيوش هل ياترى بالوعة فيروز أجمل وأطمن من بالوعتي وأنسق ديكوراً، هل بها سراج خافت! أوه انقذيني ياعيوش إنّ نافورة البالوعة تتسرب على رأسي أو أن رأسي يتسرب عليها، بل إنها تصب رحيقها علي وياقرفي.
غريبة يا عيوش أي أمعاء غليظة قذفت بجزيئات هذه الحياة علي، وأي رحم قذفني عليها، وكم نشاذر ينبعث كل لحظة من هذه البالوعة المستفحلة في هذا الكون البالوعي الكبير؟ ياحياتاه، إنني أعيش في بلوعة مركزية ياعيوش، إنها تتكئ علي وأتكئ عليها أحياناً ولا أكذب ياعيوش أنني أسبح وأغوص وأغرق، بل أنني….
لا تكرهينني ياعيوش “ومتقشببيش” هههههه، متقشببيش ياعيوش لفظ بالوعي استذكرته من إحدى المستعمرات البالوعية في كوكب الأرض ويعني ألا تشعرين بالقشعريرة أو القرف، فالحياة بالوعة صببتها السماء ذات ستة أيام وحتى اليوم.
عيوش احكي لي عن المستعمرة البالوعية التي قُذفتي فيها، هل بها متنفس، إلى أين تصب! احكي لي عن تضاريسها وفصولها؟ احكي لي عن الديدان والسحليات والجراذ، احكي لي كل شيء فيها لأقرر.
لكن لتعلمي أن لا صلة بين البالوعة التي نسبح ونعوم فيها وبين امعاءنا الغليظة و نسبة مساهمتنا فيها من فضلات وشفرات حلاقة وفوط، نحن لم نكن يومًا لا أنابيب ولا غرف تفتيش ولا حتى خنافر، نحن سقطنا من أرحام أمهاتنا لنسبح في بالوعاتنا وكفى وكفى ياعيوش، فمنا من يسبح ومنا من يغوص ومنا من هو غامسًا رأسه والآخر رأسه وعنقه ومنا من قد غرق ومات ومنا من قد ركد لأسفلها واختلطت أحشاؤه بفضلاتها ومنا من هو يطفوا وقد امتلأ جوفه، ومنا من يحتسي شربته رجلًا على رجل، ومنا من يكتب نصًا ومن يرسم لوحة.
اعذريني ياعيوش “معرفش اترمسس” حاولت أن أُعرب لك عن حبي فلم أجد إلا البالوعة وألفاظها رموزًا، عيوش “معلش” خذيني إلى بالوعتك حيث النشاذر أقل وأعلل، خذيني إليكِ ياعيوش، كفاني نشاذر وجراذ.