- كتب: محمد ناجي أحمد
الخطاب السياسي الأمريكي مبني على أساس ديني ، ولهذا نجد خطابات جيمي كارتر وريجان وبوش الأب وبوش الابن ، ومن سبقوهم، وصولا إلى الرئيس ترامب -تنطلق من هذا الأساس الديني، الذي يرى أمريكا “شعب الله المختار” التي بُنيت على”التل” أو جبل صهيون؛ إنها إسرائيل الجديدة” بحسب لينكولن:هم شعب ” تم اختياره تقريبا” أو كما يقول الرئيس أيزنهاور، حين يحدد الأساس الأول للهوية الأمريكية ، أو المذهب الأمريكي Americanism” إن الاعتراف بكائن أسمى هو التعبير الأول والأساس للمذهب الأمريكي Americanism. وبدون وجود الله لايمكن أن يوجدشكل أمريكي للحكم ، ولا طريقة حياة أمريكية . وإنكار وجود الله هو تحدللمبدأ الأساس الذي يؤكد المجتمع الأمريكي والحكم الأمريكي”ص150-من نحن- صمويل هنتنجتون.
ومن هذه المنطلقات وهذا الإرث تتشكل المبادئ والأسس والتصورات التي روج لها صمويل هنتنجتون في كتابه (صراع الحضارات…) ثم صاغه في فكر يرى أمريكا قومية بعنصر وعرق وإثنية وثقافة ودين، في كتابه (من نحن) والذي طبع قبيل وفاته ، يحذر فيه من تآكل الهوية الأمريكية وأساسها الأنجلو- بروتستانتي وما يهددها من انقسام لغوي وثقافي …،ص18 ، يحذر فيه من الخطر الذي تتعرض له الهوية والثقافة الأمريكية كما تشكلت على مدى ثلاثة قرون وجوهرها الأنجلو بروتستانتي ، أي يحذر من تنامي أعداد وثقافات الأمريكيين اللاتينيين والآسيويين- ص11-من نحن -صمويل هنتنجتون -ترجمة احمد مختارالجمال-المركز القومي للترجمة -الطبعة الأولى 2009.
الهويات كما يصفها بنديكت أندرسون ، هي ذوات متخيلة : بمعنى أنها هي ما نعتقده أنه نحن، وما نريدأن نكون عليه . وبعيدا عن الأسلاف (بالرغم من أن هذه الفكرة يمكن دحضها ) فإن النوع (والناس يغيرونه من آن لآخر )، والعمر(الذي يمكن إنكاره ولكن لا يمكن تغييره بعمل إنساني)، فإن الناس أحرار نسبيا في أن يحددوا هويتهم كما يريدون،بالرغم من أنهم قد لايكونون قادرين على تنفيذ هذه الهويات في الواقع. قد يرثون سلالتهم وعرقهم ولكن هذه يمكن إعادة تحديدها أو رفضها ، ومعنى مصطلح ما مثل “عنصر “race وقدرته على التطبيق يتغير مع الزمن. ص57-من نحن.
إنها شعور فردي أو جماعي بالنفس. وهي نتاج للوعي بالذات، بأني أو بأننا نمتلك صفات مميزة كهوية تجعلني أو تجعلنا مختلفين عن الآخرين .ص55-من نحن.