- كتب: طه العامري
في جولة الحوبان أو مفرق الراهدة وجدت نفسي أستحضر ذكريات متزاحمة عن سنوات ومراحل خلت وعلاقة ربطتني روحيا ونفسيا بالمكان والطريق تزاحمت الأفكار في داخلي ولم أصحوا إلا على صراخ زميلي بالهاتف وحوار غاضب ما المتصل فعرفت أن زميلي لا يزل مسكون بقصة صاحبة المستثمر الدكتور منير الحريبي ؛ رجل الأعمال والمستثمر المعروف ولديه مشاريع استثمارية في تعز وعدن والذي يخوض معركة استثمارية من أجل إنشاء مدينة ملاهي في مدينة الدمنة منذ ثمان سنوات والزميل نزار الخالد وهو زميل دراسة كما علمت مع المستثمر الذي أقدم قبل ثمان سنوات على شراء قطعة أرض لإقامة مشروعة الاستثماري في منطقة الزيلعي من الباعة له ( بني ناصر ) بهدف إقامة مدينة تعز الترفيهية غير أن الباعة كانوا على خصومة وشريعة مع شخص يدعي قائد السلمي رغم أن لدى بني ناصر أحكام نهائية وباتة صدرت من القضاء تؤكد ملكيتهم للأرض ومع ذلك قام الدكتور الحريبي بالتواصل مع قائد السلمي وجماعة الأسلوم وأشترى منهم الأرض مرة ثانية حتى يتجنب الأذى والمشاكل ويكسب الطرفين المتخاصمين ..وقبل ثلاث سنوات بدأ في تنفيذ مشروعه السياحي الذي تقدر كلفته بمليار وثلاثمائة مليون ريال وسوف يستفيد منه قرابة 2000 عامل وموظف من أبناء تعز ؛ لكنه وما أن قطع مشوارا في تأسيس البنية التحتية للمشروع حتى ظهرت المشاكل والابتزاز من قبل بعض المنتمين لجماعة الأسلوم ومنهم قائد السلمي الذي كان كل فترة يطلع بحجة وذريعة ويحتمي بمشرف من المشرفين تعرض المشروع للكثير من العوائق والتحديات ناهيكم عن نهب المعدات وتعثرت عملية بناء المشروع ومرة فرتة طويلة والحريبي معطل ويقضي فترته مراجعا من قسم لا أخر ومن مسئول لا أخر ومن مشرف لمشرف ورغم أن القضاء قد أعتمد أحقية المستثمر بالأرض وبطلان أدعاء قائد السلمي وخروج رئيس المحكمة والقضاة إلى الموقع ومنح القضاء الحريبي أحقية الامتلاك والقبض والبسط وعجر السلمي بأثبات ملكيته وصحت ملكية الحريبي ليبدا العمل بتسوية الأرض استعداد لإقامة المشروع غير أن أعداء الحياة واصلوا تربصهم تارة بسرقة المعدات وتارة بأطلاق النار على العمال والاستعانة بأطقم الدولة للأسف إلا أن تمكن أحد المنتسبين للأمن من استغلال نفوذه وتحريك قوات حكومية وطرد عمال الحريبي وفي ليلة ظلماء تمكن هذا النافذ من أنشاء ثلاث غرف في أرضية المشروع الذي كلف تسويته المستثمر الحريبي مائة مليون ريال وثم قام هذا المتنفذ الأمني بتسكين نساء في الغرف التي انشائها بليل في أرض المشروع ليتوقف العمل نهائيا منذ شهر أكتوبر الماضي والكارثة أن المستثمر ورغم كل الأحكام القضائية التي بيده وبرغم إنه شراء الأرض من الطرفين المتخاصمين إلا إنه وكلما يلجا لجهة رسمية أمنية كانت أو غيرها يقال له ( حكم ) ..؟!! وكأن الاحكام الصادرة له من القضاء صادرة عن جهة غير ذات ولاية أو صفة أو اختصاص ..
الأستاذ سليم مغلس محافظ المحافظة ومنذ لحظة وصوله ومعرفته بالقضية وجه مشكورا باحترام ما صدر عن القضاء وتمكين المستثمر من مواصلة العمل بمشروعه غير أن ثمة مرجفين لا يرغبون بتحقيق السكينة ولا إعادة الاعتبار لهيبة الدولة ورموزها فظلوا يتلاعبون ومن هؤلاء هذا النافذ الذي يدعي ( أبو الفضل هبة ) والذي دفع زميلي نزار الخالد للتدخل ومواجهة أبو الفضل هذا الذي شغلنا في ذلك الصباح ووجدت نفسي غارق بتفاصيل القصة وأنا برفقة زميلي الذي كان يتنقل بين ( مجمع الصالح ) ومدينة الدمنة وهاتفه لا يتوقف من الرنين ليحسم الأمر مبدئيا في إدارة الأمن من قبل الأخ مدير أمن تعز ( العميد علي حسين دبيش ونائبه العميد عبد الحكيم الحنسري ) اللذان تفاعلا بمسئولية وطنية عالية مع القضية وضبط المعرقلين للعمل بالمشروع ؛ فقد طلبا المدعو أبو الفضل هبة للمكتب ودارت مواجه حامية بينه وبين زميلي وهي المواجهة التي كشفت لي أن صاحبي يمكن أن يمتهن المحاماة بدلا من الصحافة وخلال المكاشفة لم يجد مدير الأمن ونائبه إلا توجيه رسائل شديدة وحازمة تنفيذا لتوجهات الأخ محافظ المحافظة الأستاذ سليم مغلس الذي سبق له ووبخ هذا المعرقل المدعو أبو الفضل وكما علمت لا حقا من زميلي بأن الأخوين مدير الامن ونائبه وجها بتحريك أطقم حماية للمشروع والتصدي لكل من يحاول عرقلته ومطالبين المعرقلين التوجه للقضاء والأتيان بحكم قضائي بات أن كان لهم حق وعلى المستثمر تقديم تعهد خطي باحترام وتنفيذ ما سيصدر من القضاء أن صدرلصالح خصومهم وهذا ما حدث وأتمنى أن يستمر حماس الأخوين مدير الأمن ونائبه في التعامل الحازم والجاد والمسئول مع مثل هذه القضايا وتمكين المستثمرين من ممارسات أنشطتهم وتشجيعهم للاستثمار في المحافظة وتنميتها وحمايتهم من المبتزين والمتهبشين الذين ضربوا ويضربوا بكل ما يصدر من القضاء عرض الحائط ولسان حالهم يردد عبارة واحدة هي ( حكموا ) ولا أعرف ما جدوى التحكيم أن كان هناك أحكام قضائية باتة قد صدرت بهذه القضية أو تلك ؛ لا وهناك نغمة أخرى متداولة يرددها المتهبشين وهي ( عليها أطماع كبيرة ) عبارة تردد على بعض القضايا التي يراد ابتزاز أصحابها ..؟!!
خرجت من دوامة هذه الحكاية وأثناء ما كنا نغادر مجمع الصالح قرابة الثانية عشرا صباحا فوجئت بسيدة تستوقفني وتسالني عن أشخاص لا أعرفهم فدفعني الشجن لسؤالها عن غايتها ففتحت لي قصة مأساوية أعترف إنها ألمتني ولم تكتفي بالحديث بل دفع لي بملف يحوي العديد من الأوراق تحكي عن مظلمتها والمتمثلة بولدها المعتقل منذ ثلاث سنوات ويعاني من حالة نفسية هو عمر عبد القادر ثابت عبد الجليل الشوافي ..
وهنا أود أن أتقدم بخالص شكري وتقديري ومودتي للأستاذ سليم مغلس محافظ المحافظة الذي تفاعل مع القضية وطلب مني إبلاغ أسرة المذكور بالتقدم بشكواهم إليه وبكل تفاصيلها ولهذا أجدد شكري للأخ المحافظ لتفاعله وأن شاء الله سيكون حل قضية هذا الشاب علي يديه تجسيدا لرؤيته وتوجهه في رفع المظالم وتحقيق السكينة والاستقرار داخل المحافظة ..
يتبع