- زين العابدين الضبيبي
..
أغلَقَتْ أبوابَها الأرضُ
وكَحَّ الزمنُ المحُتضِرُ
وتَحامَى بالجحورِ البَشَرُ
وتداعى الخطرُ
متعباتٌ تسقطُ الساعاتُ
من داليةِ الوحشةِ
والعالمُ طفلٌ ذاهلٌ
يسهرُ في نافذةِ الخوفِ
ولا أفق لهُ أو نجمةٌ أو أغنيةْ.
ساقطاً في درجِ العزلةِ يحسوهُ
النعاسْ
ضارباً في ودعِ الوحدةِ لا شيء أمامهْ
ليسَ إلاَّ مدنٌ خاويةٌ
تركضُ في ليلٍ من الرعبِ
وموتٌ لا يُرى
يزأرُ في حنجرةِ الأرضِ
وموجاتُ سُعالٍ وجُثثْ.
أي موتٍ نافرٍ من قبضةِ الوقتِ توارى
يقطفُ البسمةَ من كل شفاهٍ
مُضمِراً كلَّ مفاتيحِ الفناءْ؟
أغلقتْ أبوابها الأرضُ
وقامتْ لتصلي
وعيونُ الناسِ بالخيبةِ تغلي
جسدٌ يصرخُ من خلفِ جدارٍ
ليتني ظلٌ لظلي
وغرابٌ يتهجى في كتابِ الموتِ
آياتِ سرابٍ طاعنٍ في العدمِ
ويدٌ تهربُ من أخرى
وخلقٌ في الزوايا كالدُمى.
عالقاً فوقَ صليبِ الفاجعةْ
مستغيثاً يُجهشُ العالمُ،
من ينقذهُ؟
صرخةٌ تخبو، سعالٌ يتكلمْ
وفمُ العالمِ بالخوف تكمَّمْ
طفلةٌ تبكي وشيخٌ يتلعثمْ
قدرٌ أعمى ،، وداءٌ يتألَّمْ
عطستْ في وجهنا الريحُ
ودارتْ ساعةْ الحُمى
برأسِ الكوكبِ الموبوءِ بالذعرِ
وجهراً أغلقتْ أبوابها الأرضُ
ودستْ رأسها ما بينَ أكوامِ البيوتِ الخائفةْ
من تُرى ينجو؟
تفشى الشبحُ الغامضُ في أيامنا
واختبأنا لتمرَّ العاصفةْ.
- 24 مارس 2020م