- عبدالغني المخلافي
هشٌ أنا
عندما أستعيدُ أغنيةً،
فِلمًا، كتابًا،
قصيدةً تربطني بأحدٍ
فأهمُّ بالشّجنِ.
كيف أنسى
أتنكّرُ، أنسلخُ، أستحيلُ
إلى جفاءٍ موغلٍ في العدميةِ؟!
***
يمكنُ أن تكونَ شاعرًا
دونَ أن تكتبَ قصيدةً
أو تخطَّ كلمةً
أو تقرأَ كتابًا
أو تتأثّرَ بالموسيقى
أو تتعلمَ في المدرسةِ
أو تفكَ الخطَّ …
أُميٌّ بامتيازٍ
لكنّني أؤمنُ إيمانًا قاطعًا
بأنّك فنانٌ
لا صفةَ أخرى تغلبُ
صفةَ الشّاعرِ فيكَ
عندما أجسُ نبضَ الحنينِ المرتفعَ
في دمك..
الشّجنِ، الخجلِ، الحياءِ، المروءةِ، الشّجاعةِ،
العلوِ، الشّهامةِ، العطاءِ،
التّضحيةِ، الوفاءِ،
الحزنِ، الألمِ، العشرةِ،
الذّكرياتِ
في منسوبِ إنسانيتك.
***
أشيحُ بوجهي عن فوّهة البركانِ،
أتخطى الكمائنَ
أرتقي هضابَ القصائدِ المعشبةِ
أتعتّقُ بالهديلِ،
بالحفيفِ المتماهي
بعزفِ السّواقي
ألقمُ أفواهَ قصائدي
لغةَ الطّيورِ
لا أكترثُ بالعواءِ
أستديرُ إلى أحضانِ النّسائمِ
أغوصُ في الينابيعِ
مع أسرابِ السّنونو
أكونُ شجرةً
أفتحُ أبوابًا على الضّوءِ
مخاتلًا السّقوطَ.
***
أتعمّدُ ألَّا يمرَّ يومي
دونَ سفكِ الكلماتِ
لا معنى للشّروقِ أو للغروبِ بلا حرفٍ
يتبرعمُ فوقَ شفتي…
دونَ أن تذرفَ الأناملُ الألوانَ
دونَ أن أتجشّأَ المعاني
أتفصّدَ الصّورَ.
لا معنى لمساءٍ بلا اندلاقي،
بما تبقى من النّبضِ
وشغفٍ في الانهمارِ.
***
مصابٌ بمرضِ الكتابةِ
من الصّعبِ مداواتي
الكلُّ حولي معافىً…
أغدو بثوبٍ مختلفٍ،
أُطعنُ بالنّميمةِ،
كأنّني كفرتُ؛
كيف خرجتُ عن المعهودِ
والصّراطِ المستقيم؟!
***
القمرُ يختلسُ النّظرَ إليَّ
أتلمسُ رغبةَ البوحِ
يعهدني أراقبُه بعيني؛
عادةً ما يلهمني.
***
لا أقطعُ أحدًا وإن تنكّر
هكذا طبعي
لا أبترُ العلاقاتِ
أستبقي شعرةَ معاوية …
لديَّ خصائصُ تربطني بالعِشرةِ
ضعيفٌ أمامَ الذّكرياتِ
ما أن تلوحَ حتى أتداعى
وأقعَ في نوبةِ حنينٍ.





