- فتحي أحمد عبدالرحمن
يتلوّى حبلٌ
يتدلَّى من ذاكرتي
حتى أخماصي
يتأوهُ ..
تتغوَّلُ أنيابُ الأشياء ..
فتصير البهرجةُ المثقوبةُ
لامعةً شفرتُها
في أشداقِ الأضواء ..
أشِعَّتها رتبٌ ونجوم ،
أحذيةٌ للركلِ
وأشياءٌ أخرى “طبيه”
تبدو كسموم !!
تتطايرُ نحوي مسرعةً
أفزعُ من هولِ الطيرانِ
فألمحُ قِدراً منفوخاً
أهرع مختبئا في جوف القِدرِ
ِ
والقِدرُ يثورُ من الغليان !
أدركُ
أن لاوقت الآنَ
لغير الطبخِ , النفخِ , الهيجان ..
يسخنُ قعرُ القِدرِ
فيمتلئُ الجوُّ
برائحة القعر المأفون
ودخانٌ مجنونٌ
يكتم أنفاسي
يثقبُ ذاكرتي
أشعرُ بالغثيان ..
أتقيأُ أجيالاً
تخرجُ عاريةً نائمةً
من ناصيتي
كانت قبل النومِ
توصمُ بالطائعةِ العمياء ،
وبعد النومِ
صارت عازفةً عن قاعاتِ الدرسِ
لم تُحسن وُجهتها يوماً
فمضت سائمةً عرجاء !!
شدتني ..
وأنا أسترسلُ في فكري
أشياءٌ تسقطُ
من رأسِ القدرِ على حجري
واحدةً تلو الاخرى
تسقط تترى ..
قِنينةُ خمرٍ , وأغانٍ للسهرةِ
وتهتُّك غانيةٍ
ولحومٌ حمراء ..
وبطاقاتٌ للسيركِ “الرسمي”
تُحييِهِ ضباعٌ وظباء
وثعابينٌ وقرودٌ شمطاء ..
أيضاً صُحفٌ يوميه
ومجلّاتٌ دوريه ،
يكتبُ فيها المحظيونَ
للنخبِ المحظيه
دراساتٍ ومقالاتٍ صفراء •
ولكي لا أبدو زنديقاً
أُصدِقكم قولي الآن
أني أتمرغُ في وحلِ الإدمان
أعترف بأني
أدمنتُ البهرجةَ
وأشداقَ الأضواء ،
أدمنتُ الرقصَ , اغاني السهرةِ
والقنينةَ
ما أحلاها من أشياء .
وصفّقتُ كثيراً في السيرك
للحيواناتِ المخصيةِ
لن أنكر ذلكَ
ما جدوى الاخفاء ؟
عفواً .. عفواً منكم
نسيت الغانيةَ الصهباء !!!!
آااهٍ .. كم أحرجني
هذا الحبلُ المتدلي من ذاكرتي
أودعني سجناً
يتَّسعُ لعنترتي
علمني فلسفةً
أبسطَ من فلسفتي ..
علمني فن الإغواء
وجعلني
أخضعُ للاغراء
وأقدِّسُ مكرمةَ الطاعةِ و الإصغاء
وإذا ما جعتُ
أهزُّ الذيلَ فقط .
وإذا ما ثُرتُ
يكونُ الغضبُ .. مِواء ..
● عدن