- عبدالرحمن سعيد
مندفعا كطريدة بدأ يغرقني بوابل من العتاب . يضحك على شاكلة صائدي الثعابين , ثم تتوقد ذاكرته بمواعيد سابقة حدث ان بحث عني و لم يجدني ..
على مدى اكثر من ٥ سنوات كنت انا ذات الطريدة التي تقطع الطرقات السريعه حتى يستقر في مخيم نازحين او مجمع لفئات ضعيفة , رمت بي الاقدار لاكون مع و من و الأجل المشردين ففقدت رغبتي بتطوير الذاكرة و تطويع الايام في سبيل البحث عمن لا يبحثون عن أحد .
مستقر انت و انا محض نازح , لا يزال قلبي ينزف اثر تعديك على تشرده بتلك الطريقة , تتشابهون انتم معشر القتلة و الفتاكين , لا تدع لكم ذواتكم المتخمة بالاضواء و السراب فرصة لأن ترصدون الحقيقة و البساطة ; و هذا البرسيتيج المنفوخ في ارواحكم يخيلكم الى قضاة و متخصصين في وضع علامات الجودة لمن ترغبون ..
نازح على طريقة النهر انا سيدي الانيق و الفارغ كضوضاء داخل بقايا عظم ناخر , نازح متخفف من اعباء الامس و احلام الاتي حتى صرت وحيدا مستأنسا بصمتي و عدميتي , اسيح كالحظ الخائب و امارس طقوسي كبلاد بلا مأوى و شعب بلا أمل ..
استعيد عافيتي لاكون سرديا و انشب الهزيمة في كبريائك الذي يشيعك في عيون الاخرين بنعش من دخان و ترانيم تشيء بالحسرة و الخذلان . و ها انا الان اكتب و تتعالى اصوات بشاعتي لتنهش منك قدر ما استطاعت ..
يجبرنا كثيرون على التخلي عن جميل ما نجيد لنتلوث باسوأ ما كنا نحاذر فنجد انفسنا كالنهر نقتحم البلاد كلها نازحين لا يعنينا الغد و لا نكترث لما هو عليه اليوم بلا اصدقاء او ذاكرة ..
على اليوم الذي جمعني بك ان يتطهر بالتراب مليون مرة , و ما علي الا ان احذف كل ما له صلة بك للابد ..
و لله الامر من قبل و من بعد …