- نبيل الشرعبي
حين ترحل سيبكي عليك جُل الزملاء وسيتسابقون على نشر صورك مشفوعة بعبارات حزينة منتقاة بعناية ولن يخجل كثير من القول بأنهم يبكون على فراقك ورحيلك المباغت بالنسبة لهم وفق تقويم اللحظة، فيما أنت كنت قد غدوت مشطوب من قائمة الصداقة في أجندتهم، ولكنه النفاق الذي يقتلنا على الدوام.
النفاق الموغل في تركيبة طابور طويل من الزملاء، يقتلنا أكثر مما تقلتنا الهراوات وأعقاب البنادق والصفعات التي تحملناها عنوة نيابة عن زملاء لنا، ولنثبت أننا نؤمن بالتضحية من أجلهم، فيما هم لم يؤمنون إلا بالسخرية من واقعنا المرير والإتجار بأوجاع زملائهم لتحقيق مزيد من السقوط والمال الحقير مثلهم تماماَ.
فإن رحلت يا صديقي اكتب في وصيتك “اللعنة” على من سيبكي رحيلك من الزملاء الذين شطبوا اسمك وأنت حي من أجندة الصداقة لديهم واستبدلوها بعناوين المنظمات والهيئات الدولية التي تقدم معونات مالية بأسماء من يطالهم الضرر بالداخل اليمني ولا يصلك منها شيء لأنه يسطو عليها تجار السقوط من هؤلاء الزملاء الذين يعرفون أنفسهم تماماَ كما يعرفون أنك تمثل لهم رقم كبير طالما بقيت في دائرة الضيق والعوز ومحيط الانتهاكات.
فمهما طالت الحرب والمعاناة لن نحني هاماتنا لكم أيها المتساقطون كالذباب على أوجاعنا، ولن نضطر أن نحترف لغة التملق لنقترب منكم، فقد علمتنا الحرب كيف نتصالح مع تقرحات أجسادنا وتهشم عظامنا. علمتنا الحرب أن الرغيف الكريم المقطر من حر أناملنا المشققة والمبتورة هو الجغرافيا التي نسجناها من كرامتنا الشامخة.
نبيل الشرعبي..