- “سيرة البشرية هي سيرة القتل والسفك والدم”..
منذ أخذت الحرب شكلها، وصار القتل والدم هدفاً لبقائنا، ووهماً لفكرة النصر.. فإنها تؤكد بأن الإنسانية تعيش زيفها، ولم تحقق من حقيقتها سوى ما يطمح إليه الشعراء، في أحسن الأحوال.
يقول المؤرخ الأمريكي (ويل ديورنت): “لم تتوقف الحرب طوال تاريخ البشرية سوى تسعة وعشرين عاماً”.. ربما كانت هدنة أو استراحة بين حربين!!
شهد القرن العشرون قرابة (35) حرباً، كان فيها ضحايا الحربين العالمية الأولى والثانية فقط، أكثر من (60) مليوناً.
وها هما العقدان الأولان من القرن الواحد العشرين، يسجلان تاريخاً جديداً للحرب، تروي سيرته المنطقة العربية بكامل قتلاها، ودمائها.. فهل حقاً الحرب هي حكاية البشر الأثيرة، ولعبتهم التي لا يملّونها؟!.
- “لا يشارك رجل في حرب دون أن يتغير بفعلها تغيراً أساسياً”.
يعيش الجنود في الحرب واقعاً يجدونه طبيعياً خلال المعركة، ولا يقل عن الاستيقاظ مبكراً، والذهاب إلى العمل، رغم أنه بعد الحرب يبدو مفارقاً، وبشعاً، ووحشياً.
بقدر ما نزعم أننا نعرف عن الحرب، أو نملك ما نرويه عنها، إلا أننا حقيقةً لا نعرف شيئاً.. فالسيرة التي يرويها الجندي، بعد عقود طويلة، وحدها، ما يمكن أن تجعلنا أكثر قرباً من الحرب، وساحة المعركة.
- “كارثتا الحرب على اليمن.. والحرب في اليمن”..
يقول (ستيفن أوبراين)، مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة:
“هناك عشرة ملايين يمني بحاجة ملحة لمساعدات غذائية للبقاء على قيد الحياة.. بالإضافة إلى نحو 14 مليون شخص، أي (%80) من الشعب اليمني، في حاجة ملحة للمساعدات، نصفهم تقريباً لا يستطيعون تأمين طعامهم”!
ونقول: ليس بعد هذا القول قول!!!
- لا يسعنا ونحن نتابع الحرب التي تسحق أجساد الأطفال، وتعبر من فوقنا مثل مجنزرة ثقيلة، تترك خلفها أشلاءنا، والكثير من الدم.. لا يسعنا إلا أن نكتب.. ونروي حكاية القتل والفتك، كي نحمل الماضي من فكرة النسيان إلى الأزلية والقداسة.. فلا يمكن لهذا الدم الذي يحملنا معه أن يجف، ويُنسى، وكأنه بقايا ليلة ماطرة، تحملها الشمس بعيداً عنا!!