- يزن القاضي
..
وأنا عائد من المركز الثقافي حامل الجيتار على ظهري توقفت أمام عربية في الشارع يبيع برتقال قلت بأخذ برتقال قبل الغداء .. كان جوار صاحب البرتقال يقف رجل مسن وقد أشترى إثنين كيلو برتقال ومعه إثنين أكياس على الأرض.. شاهدت الرجل وهو يحاول يلتقط الأكياس من الأرض بصعوبة وقد ساعدته وناولته الأكياس وتشكرني على ذلك.. ثم سألني ما الذي أحمله وراء ظهري؟!
قلت له جيتار. ويبد أنه لم يسمع ذالك. رد عليا وقال حق قياس الاراضي.
قلت له لا جيتار حق الاغاني وضحكت ..
قال جيتار !
وأشر بيده لطريقة عزف الجيتار وقال أنا فداء قلبك وقال لصاحب العربية اديله اثنين كيلو برتقال على حسابي. ضحكت انا وهو وقلت له : أنا فدالك يا اباه معي زلط.
قال يا ابني انا قاضي معه قلب يحب ويعشقك ويسمع لأم كلثوم وفريد الاطرش. نحنا قضاة درسونا وعلمونا أن مهمتنا أسجن هذا واحكم على هذاك
مش من حقنا نغني ونسمع عزف.
لكن أنا يا ابني معي قلب
أسمع أغاني واغني
أقشعر بدني من كلام القاضي الذي يشعرني أن الحياة جميلة بكل تفاصيلها.وربما موقف كهذا يسعدنا كثيراً.
قبل أن أغادر المكان مسكنا القاضي بيدي وقال أين تعزفوا يا ابني؟
قلت له بالمركز الثقافي!
قال شاكون اجي اسمع عندكم
قلت له تعال أي وقت!
ودعنا القاضي.
وغادرت المكان ومشيت وأنا مبتسم قرابة ٥٠ متر ونسيت أنني أمشي بالشارع.
لكن أجمل عبارة سمعتها ” أنا قاضي معه قلب “!