- كتبت : غادة عبدالله ناجي
يعيش المهمشون أو ما يطلق عليهم بالعاميةمصطلح” الاخدام” وضعا إنسانياً صعباً سواء قبل بدء الأحداث الجارية في البلاد أو خلالها.
هذا ويعتقد الكثير من فئة “الاخدام” أن أصولهم يمنية من منطقة زبيد.
بينما تذكر المصادر التاريخية أنهم من بقايا الاحباش في مرحلة الغزو
الحبشي الفاشل لليمن سنة٥٢٥ واصبحوا فيما بعد عبيدا للدوله الزياديه في
مدينة زبيد وكان رئيسهم رجلاً اسمه نجاح الحبشي استغل إنهيار الدوله
الزياديه للقضاء على حكامها وتكوين دوله بقيادته وبإسمه وهي دولة آل نجاح من 407-554 وقام النجاحيون منذ توليهم سدة الحكم في زبيد والسهل التهامي باستجلاب المزيد من أبناء قومهم الأحباش وقاموا باضطهاد
السكان الأصليين من اليمنيين فنهبوا الممتلكات واتخذوا من اليمنيين عبيدا
وزاد طغيانهم حتى امتدت أيديهم إلى النساء .. كل ذلك جعل الاهالي يشكلون
مجموعات مقاومة ضد الدوله النجاحيه بقيادة علي بن مهدي الحميري الزبيدي
الذي قام بجمع اليمنيين من تهامه والمناطق الجبليه وبعد حرب مع النجاحيين
إستمرت أربع سنوات انتهت بإسقاط دولة النجاحيين حكم عليهم بأن يكونوا خدما
للمجتمع اليمني. وهو أول من أطلق عليهم كلمة اخدام لأول مرة في التاريخ
اليمني بعد بيعته الثانيه حيث اقسم أن يجعل بقية النجاحيين اخداما للمجتمع
اليمني .
هذا ويشكل الاخدام مانسبته ١٢٪من إجمالي سكان اليمن وفق إحصائيات السكان في العام ٢٠٠٤
أما أين يسكنون؟ فهم يسكنون أطراف المدن غالباً بعيداً عن السكان المحليين في شكل جماعي بما يطلق عليه “المحاوي” وهي بيوت عشوائية مبنية من الصفيح
والورق والقماش والعلب الفارغة، ويمتهنوا تنظيف الطرقات وجمع القمامة
وتنظيف المجاري وإصلاح الأحذية في الشوارع وغسيل السيارات لعزوف الغالبية
من اليمنيين وحتى الفقراء منهم على امتهان مثل هذه الاعمال .
تعاني هذه الفئة من العنصرية الشديده من خلال تعامل السكان المحليين معهم بازدراء
مما ترتب عليه خروج الغالبية العظمى لهذه الشريحه من سلك التعليم كون عملية إلحاقهم بالمدارس ستجر المدرسة التي سمحت لهم الإنضمام إليها لكثير من
المشاكل بسبب سماحها إدراج هذه الفئة ضمن منتسبيها من الطلاب ناهيك عن
إخراج هذه الفئة من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى على
مستوى دفن الموتى منهم لايستطيع المهمشين دفنهم في المقابر العامة أو
الخاصة مما اضطرهم لدفنهم بطرق سريه لا يعرفها إلا المهمشون أنفسهم.
مؤخراً تم تشكيل إتحاد خاص بالمهمشين للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني
برئاسة نعمان الحذيفي لكن هذا حسب الحذيفي نفسه لم يجعل أوضاع المهمشين
تتحسن أو تتغير للأفضل.
ختاماً شدني ماقالته إحدى المهمشات لاختم به
مقالي وهي أم أحمد حيث قالت” نحن يمنيون نحب اليمن ونعيش فيها منذ ولدنا،لم نعرف نحن ولا أهلنا مكاناً أو بلدا آخر غيره، نعم رغم الصعاب و الحاجة
والفقر و الازدراء وعدم سد مايسكت جوعنا نحن وصغارنا، رغم البرد القارص في
أيام الشتاء التي لا يشعر بها أحد أكثر منا ونحن في الشوارع إلا أننا لا
نستطيع تخيل وطن وبيت وملجأ وإن كان قاسيا غير هذا البلد.