- عبدالرحمن بجاش
أحرص صباح كل جمعة على أن أذهب إلى حيث يغسلون السيارات في شارع 14 أكتوبر، غسل سيارتي ربما مجرد عذر لأقف على طبيعة عالم هؤلاء الناس الذين يأتون كما قال كبيرهم كل صباح من المحوى في دار سلم ، يحملون معهم نساءهم وأطفالهم للبحث عن لقمة أمان …
من يغسل سيارتي كل جمعة هو” عناد” ،وعناد أسمي هكذا ” لأن أمي كانت تعاندأبي دائما ” ، يعجبني هذا الشاب ،إذ يظل طوال الوقت مبتسما ينأى بنفسه عن مشاحنات البقية التي ينغمس فيها إلى الرقبة شقيقه ” سالم ” من أقول له دائما عندما يأتي ليطلب مئة ريال : ” أنت العن خلق ألله ” يضحك بخبث ويرفض أن يتصور: اعطني الف ريال وصورني !!!!
كبيرهم للأمس كان يغني وسط دائرة من النساء يرقصن ويرددن أهازيج خاصة ب” المهمشين ” او” احفاد بلال ” ، عندما سمعني أنطق الاخيرة علق : ولا احنا احفاد أحد !!! قلت : ليش ؟؟ قال : حسنوا ظروفنا وبعدها نقع احفادكم كلكم !!! ، قلت : شكلك زعلان ، أشار إلى كبيرالقعدة : اسأله ، سألته ، قال : اغتصبوا ابنه ، وكل جلسة يدفع عشرة الف للمحامي الذي يخدعه طوال الوقت …وقبل أن اعيد السؤال أضاف ضاحكا : تصدق هذا اخي تزوج 16!!! ضحكت ….و الان يجهز نفسه للسابعة عشرة ، قلت : اللهم زيد وبارك ، ومنين يتوفرين ؟ ضحك : الله يخلي المحوى !!!
عالم يدير نفسه ببساطة وبدون عقد ، لادخل له بعالمنا وتعقيداته ..برغم كل العناء والتعب والجوع أيضا تجدهم يضحكون ويغنون ويرقصون وينجبون وإلى المحوى يحنب من حنب !!!
أتذكرشيخ مشائخ الجنس الأسود في قريتنا قال لي يوما : شغلتونا ، قلت كيف ياعم عبدالله ؟ قالها هكذا : قدكنا…. الغداء من سيدي والعشا على ستي ، قلنا نقع مثلكم ؟؟ حنبنا ، لاوقعنا منكم وخسرنا أنفسنا!!!!
أشار إلى عناد : خلاص ياعم عبده …
وأنا أناوله أجرته لمحت حزنا يرتسم بقسوة على وجهه : مالك ياعناد؟ متى بتتزوج ؟؟…
ياعم عبده كرهت الزواجة ، لي من أمي خمس سنين إشتقت لها، هي في السعودية …قلت : هل ستحضرعرسك ؟ أشاح بوجهه عني ، اتى صوته مقهورا: لن يسمحوا لها اهلي بالحضور ..
شعرت بالغصة ..
تواريت أنا الآخر…
هناك كانوا يغنون ربما احتفاء بعرس السابعة عشرة !!!!
لله الأمر من قبل ومن بعد .





