- كتب: عبدالرحمن بجاش
إذا أردت أن تجول في عمق صنعاء ، فادخل إلى أجمل حمام هنا ، أقصد هذا الكتاب : الحمامات البخارية في مدينة صنعاء القديمة ” دراسة اثنوغرافية – معمارية – تاريخية ” ..أبدعته المبدعة قولا وعملا د.م آلاء أحمد الاصبحي ، وفي حالة آلاء يصح القول على الدوام ” ابن البط عوام ” …واثنوغرافية دراسة للناس والثقافات …
أهدتني ثلاث نسخ من كتابها العلمي بلمسة انسانية أعادتني إلى أيامي أيام عربية الروتي أجول بها من بيت صنعاني إلى بيت آخر أوزع أقراص الروتي على أجمل البيوت وأهلها …نسخة قد أهديتها لصديق والأخرى لآخر لتعم الفائدة …
تخيلت نفسي أحمل على كتفي ” الحولي ” أسير في الأزقة ” حافيا ” نحو أقرب حمام إلى حيث كنت ، وقد كنت صنعائيا من الأربع جهات …أصبح عليها وأسامر همس جدرانها في الليالي العابقات برائحة أجمل ماض تشكل مدينة بحماماتها ، وسبل ماءها ، ومقاشمها ، ومساجدها ، وسماسرها ، وطيرماناتها حيث أسكن الجمال رب العباد …
شدني كتاب آلاء…. هذه الودودة الدمثة النسخة الأصلية من مبدع هو الدكتور أحمد الاصبحي ، معجون بالأدب والود ….ذهب بي كتابها القيم والذي لابد لمن يعشق صنعاء التاريخ أن يقرأه ..وأنا أبحر فيه ….
شتان بين أن تقرأ كتابا قراءة آلية ،وتقرأ كتاب برغبة محب لمادته ومحتواه ….فما بالك وأنت تعشق مدينة ..
ذهبت بي إلى الحمام ومن أول دسعة كما يقول أهل صنعاء سجلت كل التفاصيل وتفاصيل التفاصيل في وعن حمامات صنعاء البخارية …
بذلت جهدا رائعا في التطواف بنا على جدران الحمامات وعلى أرضياتها وبين غمام دخانها …
مثل هذا العمل الذي شارك فيه كثيرون وأسماؤهم تزين الصفحة الخامسة ،مثله من يبقي صنعاء في الأذهان ..وحده من يحافظ عليها من العبث ، وحده العلم من يديمها وليس الخطابات وأخبار الهدرة الفارغة …..
لدي القدرة في أن أنقله لكم هنا مفصلا ..لكنني لن أحرمكم من متعة القراءة …
احصلوا عليه واقرؤوه ….
طيب الله أوقاتكم …