- كتبه : وافي الجرادي
الإنهيار التاريخي للريال في مناطق الحكومة المعترف بها دولياً كارثي وخطير للغاية فالدولار الواحد بالأمس بلغ 900 ريال وتجاوز السعودي ال 235 ريال هذا الإنهيار ناجم أساساً عن صرف البنك المركزي كامل الوديعة السعودية لكن هذا الصرف لا يعفينا من القول أن هناك عجز فعلي للبنك المركزي في عدن ولحكومة هادي في إداره السياسة النقدية والوضع الاقتصادي العام وعدم تفعيل وتشغيل الموارد المعطلة موارد النفط والغاز والعودة للتصدير لما من شأنه رفد خزينة البنك المركزي بالعملة الصعبة لتسهيل قيام البنك بدوره في التحكم بالسوق المصرفية وتمويل واردات البلاد من السلع الاساسية ….
استمرار تعطل موارد الدولة الأساسية من النفط والغاز وبقاء ادارة البنك في عمان وعدم تفعيل الأوعية الايرادية وتضخم الفساد المالي والسياسي إلى جانب العجز في حشد دعم إقليمي ودولي كل هذا أودى بوضع العملة إلى الإنهيار وفاقم من حجم المعاناة الانسانية والاجتماعية والاقتصادية وأودى بالملايين في مستنقع الفقر المدقع للأسف…
جراء هذا الإنهيار سنلاحظ إرتفاع لأسعار السلع والخدمات وارتقاع لعمولات الحوالات المالية المرسلة من مناطق سيطرة هادي إلى مناطق سيطرة أنصار الله والتي باتت تقارب ال 50% من أجمالي المبلغ المحول ليضيف هذا عناء شديد بالغ الأثر ويجعل من حياة اليمنيين أسوأ حالاً مما هم فيه ..
من المؤسف جداً أن يتم اللجؤ إلى طباعة المزيد من العملة دون غطاء بينما يتم إلتزام الصمت عن موارد بلد معطلة ودون وجه حق موارد النفط والغاز لو تم اعادة شغيلها واستئناف الصادرات لتم الحصول على عايدات مالية كافية لتمويل واردات البلاد من السلع وصرف مرتبات ما يقارب مليون موظف ولتحسن بذلك الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتجاوز اليمن المزيد من الاخفاقات في كثير من الصعد
… بالأمس حاويات محملة بالعملة الجديدة في المكلاء بحسب معلومات في مؤشر واضح وخطير على استمرار انتهاج سياسه التمويل التضخمي في وقت يسجل فيه اقتصاد البلد مؤشرات بالسالب وحياة اليمنيين باتت توصف بالأسوأ عالمياً فاللجؤ إلى طباعة المزيد من العملة دون غطاء يعد مؤشراً عن سوء إدارة الملف الاقتصادي وعدم التحلي بالمسؤولية تجاه المجتمع والبلد ومشاركة فعليه في مضاعفة معاناته ومشاكله …
كان من الأجدر فعله هو الضغط وبكل الوسائل المتاحة لعوده انتاج وتصدير النفط والغاز كرافد أساسي ومهم لخزينه البنك المركزي وبدوره يتم التمويل للورادات والتحكم في السوق المصرفية ودفع مرتبات موظفي الدوله وتحسين واقع البلاد اقتصادياً وانسانياً ..
استمرار طبع المزيد من العملة والإبقاء على أن تكون موارد وامكانات البلاد معطلة ينم عن سوء إداره وعن عقلية غبية تدير جغرافيا معينة محدودة لكن تبعات ذلك تعم كل الجغرافيا لليمن…
بتهاوي الريال في مناطق سيطرة هادي يدفع كل اليمنيين الكلفة حتى من هم في مناطق سيطرة أنصار الله(الحوثيين) لكون نسبة كبيرة من واردات البلاد تأتي عبر ميناء عدن ولهذا فإن الانخفاض للريال يعقبه ارتفاع تكاليف السلع والخدمات وتكاليف النقل مايعني ان المواطن هو الضحية نتيجة ذلك الانهيار وتبعاته …..
نأمل أن ترى أطراف الصراع النور وتكلل المشاورات والتفاهمات الجارية حول توحيد جهود البنك المركزي بنجاح يعيد الأمل لعودة الحياه الاقتصادية الاجتماعية وبشكل مناسب تخفف من عناء القطاعات الاقتصادية وتحسن من قيمة الريال وتعيد الثقة بالقطاع المالي ولما من شأنه استتباب الوضع المالي ودفع كل المستحقات والالتزامات للموظفين وتعيد الحياة تدريجياً صوب تحقيق سلام واستقرار دائم ينعم فيه كل اليمنيين بالرخاء والإزدهار.