(الطلائع الوحدوية اليمنية) من فشل حركة 15أكتوبر 1978إلى الاختراق والانكماش
بعد فشل حركة 15اكتوبر 1978م توالت النهايات المأساوية التي لحقت بتنظيم (الطلائع الوحدوية اليمنية) من اعتقالات ثم محاكمة صورية إلى إعدامات ثم إخفاء قسري لمصير جثامينهم.
عقد تنظيم الطلائع الوحدوية اليمنية بعد الحركة مؤتمره العام السادس في (الأحكوم) ريف تعز، ثم مؤتمرا تكميليا، فالمؤتمر العام السابع في مأرب. وفي بداية الثمانينيات ؛ أي منذ عام 1982م بدأ النظام الحاكم بقواه العسكرية والمشيخية والإخوانية والبعثية تفعيل عناصره الأمنية، المخترقة للتنظيم، وهو اختراق بدأ مع المزج بين حركة 13يوينو وتنظيم الطلائع الوحدوية؛ أي منذ عام 1976م، ونتج عنه ذلك التوحيد بين تنظيم شاب وسلطة اختراق أمني لصالح الأخيرة، فالسلطة لا تتجسد بشخص رئيسها الحمدي، وإنما بقوى عميقة، هي التي أرادت من الرئيس الحمدي أن يكون مطية لها، ففاجأها بمشروعه الوطني، وحين تخلصت منه بالاغتيال، تفرغت للقضاء على كل من شاركوا الحمدي مسعاه بدولة يمنية حديثة ذات سيادة وإرادة واستقلال وتنمية ومسار وحدوي.
وهنا نتج عن ذلك الاختراق أن أنشأت السلطة تنظيما على رأسه عبده محمد الجندي، يدار من خلال الأمن الوطني وقائد الفرقة الأولى مدرع علي محسن.
أنشأ عبده محمد الجندي من بعض كوادر الصف الثاني والثالث في التنظيم الناصري، ومجاميع أمنية- ما سمي بـ(حركة الإنقاذ) عام 1982-1983م، ومن المفارقات أن ياسين عبده سعيد الذي انتخب في المؤتمر العام السادس أمينا عاما لتنظيم الطلائع الوحدوية اليمنية أصبح الرجل الثاني في تنظيم الجندي، وفي انتخابات الرئاسة عام 2006م كان مرشحا صوريا ضد مرشح اللقاء المشترك المهندس فيصل بن شملان!
حضر المؤتمر العام لتنظيم عبده محمد الجندي، والتي سماها(حركة الانقاذ) عديد قيادات وكوادر ناصرية، من أمثال عبد اللطيف علي الشرجبي، عبد الغني كليب، وأحمد سلام المقطري، وعبدالعزيز سلطان المقطري، التربوي، ونائب مدير مكتب التربية والتعليم الأسبق، كان حينها مديرا للتوجيه، ثم أصبح في الألفية الثالثة نائبا للدائرة التربوية للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة تعز وغيرهم . وعدد من المجاميع الأمنية الذين لم يكونوا منتمين لتنظيم الطلائع الوحدوية …
ما عُرف بتنظيم الجندي، أو(حركة الإنقاذ) في الثمانينيات، ثم الحزب الديمقراطي الناصري في التسعينيات وما بعدها- هو من وجهة نظر الأخ عبد الله سلام الحكيمي نتيجة الاختراق الأمني ” في البدء كان الاختراق، ثم جاء الانشقاق كنتيجة للاختراق” فقد تشكل تنظيم الجندي وفقا لما يقوله عبد الله سلام الحكيمي كاختراق وليس انشقاقا عن التنظيم الناصري “ما فيش تنظيم منشق يا سيدي العزيز، كل ما في الأمر لملمة لمجاميع معينة، رفدوا من عناصر تعمل سرا في الأمن لزيادة العدد، وكل عملهم يصب في الأمن، كل ميزانيتهم مبلغ محدد يصرف لهم شهريا من الأمن الوطني، ثم تضاربوا عليه”.
وعن سؤالي له : هل كان مشاركا مع الجندي أو قريبا من الخطوات الأولى لتشكيل تنظيمه؟
نفى ذلك قائل: “لا أبدا لم أشارك في أي تحضيرات لمؤتمره، ولا حتى أعرف أنه عقد مؤتمره، وكنت حينها في الصومال في السفارة ، وكل ما في الأمر أن الجندي جاء لزيارتي للصومال وحاول استمالتي معه، وكنت أعرف مسبقا أن كل تلك النشاطات تدار من قبل الأمن”.
استدركت على عبد الله سلام الحكيمي بأن هناك من يتذكر زياراتك للجندي قُبيْل انعقاد مؤتمره بأيام في صنعاء؟
فكان تعقيبه “الزيارات الشخصية شيء والمشاركات شيء آخر، والزيارات الشخصية لم تنقطع كلما سنحت فرصة، لكن المشاركة في المؤتمر لم أدخل فيها أبدا، ولكنني تملصت منها بحجة أني ديبلوماسي، والقانون يحرم العمل الحزبي للديبلوماسيين”.
بالنسبة لتحريم الحزبية فهو لم يكن يتعلق بالديبلوماسيين فحسب، بل كان الدستور والقانون يحرم ويجرم العمل الحزبي لجميع المواطنين!
لم تقتصر الضربات التي تعرض لها التنظيم الناصري في اليمن، شمالا وجنوبا على عنف الدولة، بل كان للمال الليبي إسهامه في إذكاء التناقضات داخل التنظيم.
فعبد الوهاب منصور الذي كان أمينا عاما لجبهة 13يونيو(التنظيم الغطاء) انسلخ عن التنظيم بعد ان اختلف مع قيادة الناصريين في سوريا، أو ما عرف بقيادة الخارج حينها- مستوليا على أموال كانت تخص التنظيم، أعطيت لهم من ليبيا!
ثم كان الدعم الليبي لتأسيس ما سمي بـ(اللجان الثورية) وإسهامه في هذا الإنهاك والتجريف للتنظيم، وإن لم يكن بحجم التجريف الذي تسبب به تنظيم الجندي، لكن بالتأكيد فإن للمال الليبي دوره وأثره في الاختراق والتفريخ، وإفساد الذمم، فقد أحال المال الليبي بعض قيادات التنظيم الناصري من أصحاب الياقات الزرقاء إلى عاطلين يعتاشون على استثمارات المال السياسي، ثم جاءت التعددية بعد اتفاقية 30نوفمبر 1989م ليجتمع استثمار المال مع استثمار المحاصصات الوظيفية العليا بأشخاص محدودين ومحددين، إضافة إلى الاختراقات والتفريخات التي تم رعايتها طيلة ثمانينيات القرن العشرين.
إجابات الأخ عبد الله سلام الحكيمي على بعض تساؤلاتي:
عبدالله سلام الحكيمي: طبعا من الصعب القول بحدوث انشقاق حزبي حصل لان المنشقين لم يتمكنوا من استمالة قيادات وكوادر معروفة في التنظيم لصالحهم حتى ان بعضا ممن ظهروا في صورة المنشقين لم يكونوا معروفين ناصريا من قبل.
ولعل اطرف ما لوحظ حينها ان تنافسا مريرا كان يحتدم بين افراد ممن جعلوا قيادة لهذا التحرك ايهما يسبق الآخر الى الوصول الى المسؤولين في الامن لإبلاغه عن المستجدات، وكان هذا السباق المحموم سببا في بروز خلافات بينهم غالبا للحصول على حظوة لدى الامن، ونصيبا من المقرر المالي.
الاختراق الامني للمجموعة التي شكلت ما سمي بتنظيم الجندي بدأ سرا بحسب متابعاتي الشخصية خلال العام١٩٧٩تقريبا في أواخره، وقد ادى ذلك الى سقوط ما تبقى من الهيكل العسكري بواقعة لم تكن ذات احترافية امنية مفترضة، ولدت لدينا شكوكا حول احتمال وجود اختراق عند القمة وهذا ما ثبت لاحقا.
والمجموعة الاولى لهذا التحرك جمع بين افرادها دوافع متباينة فمنهم من كان اصلا قد تم تجنيده رسميا في الامن، ومنهم من ينتظر وثالث يبحث عن مصلحة أو وظيفة لتقربه من الأمن ورابع ينشد السلامة وهكذا…
لا نستطيع ان نصف ما حدث على أنه شروع في تأسيس حزب أبدا حتى نتحدث عن برنامج ولوائح ومستويات تنظيمية كل ما هنالك مجموعة ربط الامن بين قلوب افرادها واديروا بمعرفته…
وعموما كما قلت لك كان لكل واحد منهم دافعه الشخصي، لكن لم يربطهم رابط نضالي او مبدئي واحد ،كل واحد يسخر من الآخر.
وبالنسبة للفساد المالي ، يقول عبد الله سلام الحكيمي:
“وكذلك ياسين عبده سعيد اخذ مبلغا من أموال التنظيم وأودعها في لندن آنذاك.
أخذ مالا كان محفوظا لدى محمد الأهنومي في القاهرة، وسافر الى لندن وأودعه هناك في أحد البنوك، وكان يقول لما يتوحد التنظيم وتكون له قيادة واحدة سأسلم المبلغ لها، والى الآن لايزال ينتظر…
عبد الملك المخلافي برضه هبر عن طريق عبدالرحيم مراد اللبناني حوالي مليون ونصف مليون دولار والمضواحي اقل منه بقليل…”
عن حوارات التنظيم الناصري مع النظام في صنعاء، يجيب الأخ عبد الله سلام الحكيمي:
الحوار مع النظام بعد حركة اكتوبر كان متعددا منه ما جرى في الجوبة بواسطة قاسم الوزير من جهة النظام، التقي هناك بـ(حاتم ابو حاتم) و(علي عبدربه القاضي) وآخرين، ومنه عبر (حسن مكي) في دمشق، ومنه مع (مجاهد ابو شوارب) في ليبيا، ومنه في مراحل لاحقة في صنعاء تولاه على ما أذكر (هاشم علي عابد) و(عبدالغني ثابت) ولا أذكر من كان معهم ربما عبداللطيف علي، ثم بعد عودتي توليت أنا الحوار مع النظام حتى ما قبل سفري للعمل في السفارة بالهند…
أنا حاورت النظام بعد عودتي الى صنعاء بعد حوارات سابقة مع النظام تعددت من الجوبة الى نهم ثم صنعاء من قبل من ذكرتهم لك سابقا ومن قبل ذلك كما أشرت لك آنفا كانت هناك حوارات مع النظام شاركت فيها في دمشق وليبيا مع حسن مكي عبدالعزيز عبدالغني في دمشق ومجاهد ابو شوارب في ليبيا أثناء زياراتهم لها، كان محورها عودة الناصريين الى الداخل والعفو العام واطلاق السجناء ورد المصادرات والدخول في حوار في الداخل وكان اهم مايريد النظام تحقيقه هو خروجنا من عدن وانهاء علاقتنا بالنظام في الجنوب والجبهة الوطنية ..وقبل سفري الى الهند اواخر عام ١٩٨١ لم اعد احاور احدا باسم التنظيم حتى اللحظة لانه منذاك الوقت لم تعد لي صفة تنظيمية اصلا…
المجموعة المنشقة حوارها كان محصورا بالأمن، في الحقيقة ما فيش حوار مع النظام لأنها اصلا تمت بمعرفة الأمن وتحريكه عن طريق الاشخاص الذين سبق أن جندهم سرا والْحَقَ بهم آخرين وكونوا المجموعة، كان التعامل معها امنيا وليس سياسيا…
لم يكن حوار هذه المجموعة باسم التنظيم أبدا ولم يكن هناك فيما أعلم حوارا سياسيا مع النظام بل مع الامن. في مراحل متأخرة قبل الوحدة أضفى النظام عليها طابعا سياسيا من أجل إعداد المجموعة كورقة سياسية يلعب بها كحزب من الاحزاب…
في البدء انطلق كل شئ من الأمن، القمش والصرمي وبعدين العميد احمد درهم ابو فارع من شرعب…
عبده محمد الجندي كان مجندا سرا في الامن(اختراق) وله رتبة عسكرية وكان هذا منذ وقت مبكر، تقريبا أواسط او أواخر ١٩٧٩ وتم تجنيده عبر احد اقاربه الذي سبق تجنيده قبله من قبل الصرمي.
حمود خالد الصوفي دوره ظهر متأخرا نوعا ما…
حمود له وضع خاص إذ كانوا في مواجهة مسلحة مع الجبهة الوطنية في شرعب والسلام وهذا مااضطره ومن معه في المنطقة إلى التنسيق مع الامن في تعز ثم جاء مجموعة الجندي فرآه فرصة لتعزيز وضعهم في المنطقة عن طريق تطور العلاقة مع الامن مركزيا اقصد في صنعاء…
وعن انتمائه لاتحاد القوى الشعبية، هل كان منذ عام 1980 يجيب عبد الله سلام الحكيمي:
لم أنضم الى اتحاد القوى الشعبية إلا بعد الوحدة ولمدة عام واحد، ثم تركت ولكن بعد ان كان قاسم بن علي الوزير الذي كان آنذاك عضو مجلس استشاري قد بدأ حوارا مع الناصريين في الجوبة ونهم بتكليف من النظام نشأت علاقة خاصة وحوار بين اتحاد القوى الشعبية والناصريين، وكان قاسم واخيه زيد من جانب الاتحاد وكل من محمد العفيف ومطهر حسان وعلي عطيفة الميموني عن الناصريين، وعندما عدت الى صنعاء رأت القيادة ان ممثلي الاتحاد خلفيتهم الدينية واسعة وكلفوني بمواصلة الحوار معهم لأنهم كما قالوا لي لهم فهم في القران والامور الدينية.
وثم تواصل الحوار معهم بعد سفري الى الهند أواخر عام ١٩٨١.
وعندما جاءت التعددية الحزبية بعد الوحدة اشترط للتصريح بانشاء حزب ان يكون أمينه العام أو أحد قياداته موجودا في الداخل وحينها كان كل من قاسم وزيد خارج اليمن فطلبوا مني إبراهيم وزيد وقاسم وزكى طلبهم عمر الجاوي أن أمثلهم لكي لايتحجج بعدم وجود اي من قيادتهم في الداخل فيحرموا من التصريح، خاصة أني كنت منذ بدايات عام ١٩٨١ قد جمدت عملي في التنظيم ولازلت هكذا حتى اللحظة حيث أصر الاخوان في قيادة التنظيم على عدم عودتي للتنظيم بطلب من المرحوم أحمد طربوش، ورغم قبولي بطلب من عبدالغني ثابت بعد وفاة أحمد طربوش وقد حل محله في اللجنة التحضيرية ان أتقدم بطلب كتابي لعضوية مبتدئة وفعلت ولكن رفضوا بحجة ان لي صلات مع السعودية ومع بيت حميدالدين!!!!”
وللإجابة عن عديد تساؤلاتي أرسل لي الأخ علي عبد الله سعيد الضالعي قائلا:
“عندما عدت من الخارج في اكتوبر 1981 تم تسكيني تنظيميا بحلقة . وبعد فترة تم إبلاغي بتكليفي إلى جانب الحلقة ان أكون عضوا بمستوى نوعي ( مستوى التثقيف ) وكان مسئول هذا المستوى النوعي عبده الجندي والذي كان كما اظن عضو بقيادة الفرع .
وعندما كانت الجبهة الوطنية تنشط بشرعب وتحقق بعض الانتصارات عرفت بأن الاخ الجندي ناقش الأمر بقيادة الفرع قائلا إن وضع أعضاء التنظيم يصبح في خطر وليس أمامهم إلا إعلان التأييد للجبهة الوطنية حماية للأعضاء، وفي إحدى المرات قال له الاخ هاشم علي عابد إن تخوفاتك ليست في محلها، وإن الحكومة والجيش قد بدؤوا هجوما مضادا وبدأت قوات الجبهة بالتراجع، وهنا قال الجندي علينا الذهاب والحوار مع النظام!
وتصادف موقف الجندي هذا مع واقعتين، الاولى : بدأ بعض الإخوة من شرعب والمخلاف يرفعون شكاوى متعددة بالأخ حسن العديني أنه أثناء القيلات(جلسات المقيل، تناول القات) يطرح أنه لا توجد نظرية فكرية ناصرية، وانما توجد مجموعة خطب وبيانات وتصريحات لا ترقى إلى أن تكون نظرية . والنظرية الوحيدة الشاملة للكون والحياة هي الماركسية اللينينية .
الثانية : قامت الجبهة الوطنية في شرعب بقتل المرحوم خالد الصوفي والد الأخ حمود الصوفي ( والذي كان احد اعضاء الحلقة التنظيمية التي كنت مسكنا فيها ) وعندما علم الاخ حمود بمقتل والده طلب من قيادة التنظيم الذهاب للقتال معه ولكن رد الأخوة بالتنظيم بأنه لا توجد أي قدرات أو إمكانيات عسكرية لتلبية طلبه.
حينها قام الصوفي وحسن العديني بإقناع الجندي بالطلوع إلى صنعاء والحوار باسم التنظيم مع علي عبدالله صالح وقد استقبلهم علي عفاش بوجود غالب القمش ثم حولهم إلى غالب لاستكمال الحوار .
واتفقوا مع غالب القمش على مدهم بمبلغ مائة وخمسون ألف ريال ( حوالي 33300) دولار شهريا بحيث يشكلوا تنظيما ويعدوا لاجتماع تنظيمي في صنعاء.
استلم ثلاثتهم الفلوس المتفق عليها اول شهر وثاني شهر وثالث شهر وكانوا يتقاسمونها، وفي الشهر الرابع استلم المبلغ الأخوين الصوفي والعديني واتجهوا الى القاهرة ودون أن يشعروا الجندي.
ترتب على حوارهم مع النظام اعتقال عبدالله المقطري . عبدالله نعمان . علي الكوري . عبدالملك المخلافي . عبده عبدالله قاسم . مهيوب العديني . علي عبدالله الضالعي .
هذا ما اعرفه عن تلك الفترة”
وعند سؤالي لعلي عبد الله سعيد الضالعي عن تواصل عبده الجندي وحسن العديني وخالد الصوفي، هل كان في بدايته جزءا من حوارات التنظيم مع النظام في صنعاء، قال :
لم يكن للتنظيم اي حوار عبر الثلاثة . إنما حوارهم كان نوعا من الخيانة لأنه لم يكن وفق تكليف تنظيمي بل ونتج على حوارهم الاعتقالات .
قيادة التنظيم كلفت لجنة سياسية للحوار وهم ( هاشم علي عابد . ياسين عبده سعيد . عبداللطيف علي الشرحبي . علي الحبيشي ) وكنت أنا سكرتيرا لهذه اللجنة لكتابة المحاضر فقط ليس لي حق التصويت .
على أن يتولى الحوار هاشم علي عابد . ياسين عبده سعيد .
وعن سؤالي عن عبد الله سلام الحكيمي ، هل كان من أعضاء لجنة الحوار مع النظام؟
أجاب علي الضالعي:
لا الأخ عبدالله سلام الحكيمي حسم أمره في عام 1980م، وانخرط باتحاد القوى الشعبية.
وعن تساؤلي بخصوص قضايا الحوار مع النظام من جانب التنظيم الناصري، أجاب علي الضالعي:
هذه مواضيع يطول الحديث حولها . إنما عندما عدت من الخارج في اكتوبر 1981وتسكيني بحلقة بتعز أبلغت بأني سأكون سكرتيرا للجنة الحوار السياسي، ودون أن أكون عضوا فيها، وإنما مهمتي كتابة المحاضر وكانت الاجتماعات شهرية بصنعاء وأحيانا تعقد اجتماعات استثنائية .
هذه القضايا تستطيع الاطلاع عليها من الاخ هاشم علي عابد .
بالنسبة لتغيير اسم التنظيم من الطلائع الوحدوية اليمنية إلى التنظيم الوحدوي الناصري
متى تم ذلك؟
أجاب علي الضالعي:
“تم الاتفاق على الاسم الجديد في اجتماع الحوار الذي عقد في عدن من 25 ديسمبر 1989 واستمر حتى فبراير 90 وتم التوقيع عليه في 22 فبراير 1990م”.
وحين عقبت على إجابته بأن تغيير الاسم تم في وقت مبكر من ثمانينيات القرن العشرين، وأنه في اجتماع الحوار الذي عقد في عدن 25ديسمبر1989إلى بداية فبراير 1990 أُضيف (الشعبي) إلى الاسم، بطلب من عبده محمد الجندي ليصير الاسم (التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري) أجاب:
“لا . تم التغيير ظاهريا وليس فعليا . اقترح اسم (الشعبي) محمد العفيف وزكاه هاشم وهادي عامر.”
استخدم الأخ علي عبد الله الضالعي لقب (عفاش) للرئيس علي عبد الله صالح، والمعروف أن هذا اللقب لم يكن معروفا ولا مستخدما طيلة رئاسته، وإنما استخدمه أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في عام 2006م، بازدراء طبقي ينفي عن علي عبد الله صالح الانتساب “للشرف العرقي الرفيع” لبيت الأحمر في خارف!
أي أنه لقب فيه احتقار طبقي، لكن المعروف أن علي عبد الله صالح ظل طيلة عقود حكمه، وفي كل الانتخابات التي قدم فيها اسمه لمجلس الشورى ومجلس النواب يتقدم باسم(علي عبد الله صالح الأحمر) ومع أحداث فبراير 2011 التقط الذباب الأليكتروني للتجمع اليمني للإصلاح هذا اللقب(عفاش) ،وأشاعوه في مواقع التواصل الاجتماعي، فكان رد فعل علي عبد الله صالح أن واجه هذا الاحتقار الاجتماعي بالفخر العرقي بأنه ينتمي لجده عفاش الحميري، والذي يطلق اسمه على قلعة في سنحان!
هل كان توصيف حسن العديني الذي أورده علي الضالعي بخصوص أن الناصرية ليست نظرية وإنما مجموعة خطب وبيانات وتصريحات، وليست نظرية شاملة للكون والإنسان والحياة-خاطئا؟
باعتقادي أن الناصرية من حيث الوثائق تلتقي عند القول بأن فلسفة الثورة، والميثاق وبيان ثلاثين مارس، هي أساس الأدبيات الناصرية. وأن اجتهادات عبد الله الريماوي وعصمت سيف الدولة ومن جاء بعدهم مثل مخلص الصيادي ومجدي رياض قدموا تصورات فكرية في سياق المسار الثوري والفكر القومي. وبالتالي ما ذهب إليه حسن العديني إن صح نقل علي الضالعي لم يكن مجافيا بشكل مطلق لماهية الناصرية.
فالناصرية ممارسة ثورية، جدل مع الواقع، مستلهمة الإرث الفكري الإنساني لاجتراح طريقها في إطار الخيار الاشتراكي.