- محمد ناجي أحمد
بغنائية وصفية ابتداء من العنوان “حُجرية تعز سر اليمن المكنون ” وبمحتوىيمزج بين ذكريات الكاتب عام 1994 ، وهو تاريخ داخل متن السياسة في مماثلة خفية بين صراع الأمس وصراع اليوم! ووصف تقسيم العمل في قضاء الحجريه الذي يمتهن الحرف المختلفة شاملا الفلاحة والتجارة والتخصصات العلمية-سلط الكاتب عدسته على المهن ، والمهنة كما يقول الدكتور علي الوردي إنها ربما اشتقت من المهانة أو أن كليهما من جذر واحد…
نعم لم تكن في المحصلة النهاية لهذه الغنائية والإطراء الملغم بالمقاصد السياسية-سوى رمزية عمل وسيرة مثابرة ونجاح لها أشباهها ونظائرها في وصاب ويافع والبيضاء ومأرب الخ…
ولقراءة المقال قراءة تربط بين الزمن ومحمولاته السياسية وبين زحمة السطور ودغدغتها الغنائية وطربها الراقص على جثة اللواء 35، فإن مجايلة المقال زمنيا للأحداث والاشتباكات العسكرية بين قوات الشرعية التي تتبع التجمع اليمني للإصلاح من جهة وقوات الشرعية التي تتبع اللواء 35 من جهة أخرى -فإن هذه المجايلة تعطينا مفتاحا لقراءة مختلفة لهذا المقال.
ما يكرره البرلماني شوقي القاضي في دعوته لنبذ الحزبية الأيديولوجية ، وتكرره دكتورة علم الاجتماع ألفت الدبعي في ذات السياق والبوصلة والتوجيه ،نجده كذلك في هذا المقال الأحمدي!
في التحليل الأخير لمنطوق هذه المنشورات هو أن الحزبية “أحقاد وأمراض وأيديولوجيات من الماضي ومخلفات وسموم…آيديولوجيات الحزبي المريض المسكون بأحقاد الماضي وصراعاته وشعاراته الجوفاء” كما جاء في منشور لشوقي القاضي وجهه كرسالة لصديق في الفيس بوك، والرسالة تشي بالوعظ الحركي والتنظيمي الملزم!
الحزبية بحسب تلك الأوصاف المقصود بها حزبية اليسار الماركسي والقومي، فكيف إذا أصبح لبعضها امتدادات عسكرية ولواء! بحسب مقال عادل الأحمدي الذي وصفها بـ”السم الزعاف التي تمزق النسيج الاجتماعي ” وإن كانت حذاقة عادل الأحمدي قد فرقت تكتيكا ما بين حزبية الماضي التي ينفي عنها أوصاف حزبية اليوم”في الحجرية وحدها ، تجد الحزبية لم تكن سما زعافا يمزق النسيج الاجتماعي ” حزبية اليوم “سما زعافا” من باب الوصف بالمغايرة بين حزبية الأمس وحزبية اليوم!
حزبية اليوم في الحجرية بحسب المقال الأحمدي صناعة حوثية” لكن الحوثية اليوم تريدأن تجعل الحزبية أداة هدم للحجرية” ولأن مربط الفرس أو بمعنى أصح(مربط الشمس) في هذا المقال يتعلق بخطر الحزبية التي أصبح لها امتدادات عسكرية” حينما أصبح لبعض الأحزاب امتدادات عسكرية ، يحاول الكهنوت تحريضها ضد بعض”
تصبح “حزبية اليوم” في الحجرية صناعة حوثيه أو “محاولة حوثية كهنوتية”!
هكذا يمتد الخيط الناعم بإيقاعه وطربه لدى عادل الاحمدي مع الوعظ الخطابي والأكاديمي عند شوقي القاضي وألفت الدبعي، ليشكل موقفا حركيا وعسكريا ضد حزبية خطورتها كـ”سم زعاف ” أنه أصبح لبعضها امتدادات عسكرية!
وبسبب الأهمية الاستراتيجيه للحجرية باعتبارها بحسب المقال”حامية باب المندب ” وهنا يربط الكاتب في فحوى مقاله بين الامتدادات العسكريه لبعض الاحزاب والمقصود بـ”الامتداد عسكري” لبعض الأحزاب، هو ” اللواء 35″ فيربط بينه وبين قوات العميد طارق المسماة (حراس الجمهورية) وبحسب المقال لأهمية الحجرية ” وبوصفها ” ريف عدن ” وهنا الربط بين اللواء 35 وبين قوات المجلس الانتقالي …
لذلك تتسابق المشاريع المعادية ” أي قوات العميد طارق “حراس الجمهورية وقوات المجلس الانتقالي ” مستهدفة الحجرية وبطريقة يقف لها وعي أبناء الحجرية بالمرصاد”!
هكذا يتم وصف قوات اللواء 35 امتدادا حزبيا لبعض الأحزاب، و”محالة حوثية كهنوتية” وسباق مشاريع تستهدف الحجرية من خلال قوات طارق في المخا وقوات المجلس الانتقالي في عدن!
هنا يصبح التباكي على مقتل العميدعدنان الحمادي هدفه شيطنة اللواء 35 ووصفه بأنه ملحق بالمشاريع المعادية التي تريد أن تجعل الحزبية أداة هدم”
أين يكمن بيت القصيد في هذا المقال؟
“حينما أصبح لبعض الأحزاب امتدادات عسكرية ” والمطلوب بعد اغتيال العميد عدنان الحمادي هو اغتيال اللواء 35، الوازن بين رؤوس الثعابين ، جغرافيا وموازين قوى ترى رجحان كفتها بالإطاحة برأس اللواء 35…