- كتب: طه العامري
منذ مارس 2016م غادرت منطقة الحوبان في تعز بعد أن قضيت فيها عام وبضعة أشهر حيث كنت قد وصلت إليها في 28 فبرائر عام 2015م نازحا من العاصمة فكنت يؤمها كمن يستجير من الرمضاء بالنار كما يقال المهم لم أغادر العاصمة منذ عدت إليها في مارس 2016م وغادرتها فجر الاثنين الماضي في رحلة إلى محافظة تعز في زيارة طوارئ عابرة برفقة الزميل نزار الخالد الذي فاجأني باتصاله فجر الاثنين عارضا علي السفر إلى تعز ترددت بداية الأمر غير أن الزميل ختم كلامه معي فكر وسأتصل لك بعد عشر دقائق عشر دقائق منحها لي الزميل نزار الخالد لاتخاذ قراري وفعلا عاود الاتصال حسب وعده فأخبرته عن الظروف والإمكانيات محاولا تصعيب الأمر عليه لكنه لم يتيح لي الفرصة مؤكدا أن السيارة فيها بترول يكفي لإيصالنا إلى تعز مع نفقات الطريق طالبا مني انتظاره وفعلا وجدت نفسي أرتدي ملابسي وأحمل جهاز الكمبيوتر وأغادر المنزل وعندي ثقة بأن الخرجة سوف تنتهي بلقاء وجولة في شارع حدة وأن تطور الأمر سينتهي بوجبة صبوح والعودة ؛ لم أكن متوقعا أن أصل إلى تعز ولكن زميلي خيب أملي لأول مرة وغادرنا العاصمة في تمام السادسة صباحا وكان أول ما نلفت نظرنا خلال الرحلة طوابير السيارات أمام المحطات وأيضا طوابير المتورات من أجل الحصول على مادة البنزين في ذات الوقت وفي الاتجاه الاخر رصدنا طوابير لبائعي البنزين من معمري ( السوق السوداء ) ولم نتردد في السئوال عن سعر الدبة البنزين في العاصمة وقيل لنا بعد المفاصلة أن السعر هو 18000 ألف ريال لكل عشرين لتر بنزين ..؟
انطلقنا برحلتنا نحو محافظة ذمار لا شيء تغير في الطريق فكل شيء لا يزل كما عرفته سابقا بما في ذلك بائعي ( اليقطين ) ..على مدخل مدينة ذمار تسمرت أمام بشاعة الجريمة التي ارتكبت بحق كلية المجتمع بمبانيها الفخمة الثلاثة وقد تحولت تلك المباني إلى أنقاض بفعل جريمة ووحشية العدوان وقد قضى تحت أنقاضها عشرات الاسرى الذين كانوا سيتم تحريرهم في اليوم التالي بصفقة تبادل للأسرى بين سلطة الإنقاذ والطرف الأخر ..توقفت طويلا أمام بشاعة الجريمة وتخيلت أرواح زهقت كانت تقضي ليلتها على أمل أن تصل إلى أسرها وأحبابها في اليوم التالي .. ولكم أن تتخيلوا مشاعر أولئك الأسرى وكيف كانت مشاعرهم وهم يستعدون لقضاء ليلتهم مترقبين بشبق وشوق فجر اليوم التالي ونهاره الذي سيمكنهم من عناق أسرهم وأحبتهم بعد فترة انقطاع قسري ..تخيلوا كيف كانت مشاعرهم وأحاسيسهم غير أن قوى الشر جاءت تحت جنح الظلام لتقضي على أحلامهم ومشاعرهم وتفتك بأرواحهم بصواريخ الغدر في جريمة ليس هناك أبشع وأقبح منها غير الصمت عنها ..!!
غادرنا المكان وثمة مشاعر متداخلة تنتابني وخضت مع زميلي حوارا مطولا عن تلك الجريمة البشعة التي أجزم أن من أرتكبها ومن ساهم أو ساعد على ارتكابها هم مجموعة إجرامية متوحشة لا تمت بصلة للإنسانية ..كانت تلك الجريمة تسيطر على كل مشاعري إلا أن صحيت منها في أحدى النقط العسكرية وسط مدينة ذمار حين طلب منا أوراق السيارة وبطائقنا والسؤال عن توجهنا وبعد سؤال وجواب قدمت لهم (بطاقتي الصحفية ) فقدموا لنا احترامهم تاركين لنا تقدير الموقف الذي يخضع لكرم وتقدير زميلي نزار فكانت ورقة الالف كافية لنمر باتجاه غايتنا .. وصلنا ( بيت الكوماني ) فقرر زميلي أن نتناول وجبة الأفطار وبعد التشاور كانت ( علبة الفول ) تفي بالغرض رغم إغراءات صاحب المطعم وعروضه المثيرة ..تناولنا وجبة الفطور فاتجهنا إلى أقرب بائع ( قات ) والبداية كان خيار زميلي أن أترجل من السيارة لشراء القات لكني تخلصت من هذه المهمة تاركا الأمر له ولقناعته وقبل أن يقرر بالنزول هرول أحدهم إلينا بربطة قات أستغرق بضع دقائق لشرح خصائصها وهويتها ( العمرية ) وكل ما يتعلق بها منوها أن من الصعب أن نجد مثيلا لها عند أي بائع مؤكدا على هويته بأنه ( رعوي ) وأن وأن فتم له ما أراد وأخذنا تلك العلاقية السحرية وأتجهنا إلى حيث غايتنا وطريقنا ؛ وعلى امتداد الطريق كانت طوابير السيارات والمتورات أمام المحطات وفي الاتجاه الاخر كانت طوابير بائعي ( البنزين ) من أرباب السوق السوداء يعرضون وبسخاء بضاعتهم للزبائن وكان سعر الدبة عشرين لتر في ذمار هو مبلغ 16000 ألف ريال لكل عشرين لتر بنزين ..؟!!
منذ مارس 2016م غادرت منطقة الحوبان في تعز بعد أن قضيت فيها عام وبضعة أشهر حيث كنت قد وصلت إليها في 28 فبرائر عام 2015م نازحا من العاصمة فكنت يؤمها كمن يستجير من الرمضاء بالنار كما يقال المهم لم أغادر العاصمة منذ عدت إليها في مارس 2016م وغادرتها فجر الاثنين الماضي في رحلة إلى محافظة تعز في زيارة طوارئ عابرة برفقة الزميل نزار الخالد الذي فاجأني باتصاله فجر الاثنين عارضا علي السفر إلى تعز ترددت بداية الأمر غير أن الزميل ختم كلامه معي فكر وسأتصل لك بعد عشر دقائق عشر دقائق منحها لي الزميل نزار الخالد لاتخاذ قراري وفعلا عاود الاتصال حسب وعده فأخبرته عن الظروف والإمكانيات محاولا تصعيب الأمر عليه لكنه لم يتيح لي الفرصة مؤكدا أن السيارة فيها بترول يكفي لإيصالنا إلى تعز مع نفقات الطريق طالبا مني انتظاره وفعلا وجدت نفسي أرتدي ملابسي وأحمل جهاز الكمبيوتر وأغادر المنزل وعندي ثقة بأن الخرجة سوف تنتهي بلقاء وجولة في شارع حدة وأن تطور الأمر سينتهي بوجبة صبوح والعودة ؛ لم أكن متوقعا أن أصل إلى تعز ولكن زميلي خيب أملي لأول مرة وغادرنا العاصمة في تمام السادسة صباحا وكان أول ما نلفت نظرنا خلال الرحلة طوابير السيارات أمام المحطات وأيضا طوابير المتورات من أجل الحصول على مادة البنزين في ذات الوقت وفي الاتجاه الاخر رصدنا طوابير لبائعي البنزين من معمري ( السوق السوداء ) ولم نتردد في السئوال عن سعر الدبة البنزين في العاصمة وقيل لنا بعد المفاصلة أن السعر هو 18000 ألف ريال لكل عشرين لتر بنزين ..؟
انطلقنا برحلتنا نحو محافظة ذمار لا شيء تغير في الطريق فكل شيء لا يزل كما عرفته سابقا بما في ذلك بائعي ( اليقطين ) ..على مدخل مدينة ذمار تسمرت أمام بشاعة الجريمة التي ارتكبت بحق كلية المجتمع بمبانيها الفخمة الثلاثة وقد تحولت تلك المباني إلى أنقاض بفعل جريمة ووحشية العدوان وقد قضى تحت أنقاضها عشرات الاسرى الذين كانوا سيتم تحريرهم في اليوم التالي بصفقة تبادل للأسرى بين سلطة الإنقاذ والطرف الأخر ..توقفت طويلا أمام بشاعة الجريمة وتخيلت أرواح زهقت كانت تقضي ليلتها على أمل أن تصل إلى أسرها وأحبابها في اليوم التالي .. ولكم أن تتخيلوا مشاعر أولئك الأسرى وكيف كانت مشاعرهم وهم يستعدون لقضاء ليلتهم مترقبين بشبق وشوق فجر اليوم التالي ونهاره الذي سيمكنهم من عناق أسرهم وأحبتهم بعد فترة انقطاع قسري ..تخيلوا كيف كانت مشاعرهم وأحاسيسهم غير أن قوى الشر جاءت تحت جنح الظلام لتقضي على أحلامهم ومشاعرهم وتفتك بأرواحهم بصواريخ الغدر في جريمة ليس هناك أبشع وأقبح منها غير الصمت عنها ..!!
غادرنا المكان وثمة مشاعر متداخلة تنتابني وخضت مع زميلي حوارا مطولا عن تلك الجريمة البشعة التي أجزم أن من أرتكبها ومن ساهم أو ساعد على ارتكابها هم مجموعة إجرامية متوحشة لا تمت بصلة للإنسانية ..كانت تلك الجريمة تسيطر على كل مشاعري إلا أن صحيت منها في أحدى النقط العسكرية وسط مدينة ذمار حين طلب منا أوراق السيارة وبطائقنا والسؤال عن توجهنا وبعد سؤال وجواب قدمت لهم (بطاقتي الصحفية ) فقدموا لنا احترامهم تاركين لنا تقدير الموقف الذي يخضع لكرم وتقدير زميلي نزار فكانت ورقة الالف كافية لنمر باتجاه غايتنا .. وصلنا ( بيت الكوماني ) فقرر زميلي أن نتناول وجبة الأفطار وبعد التشاور كانت ( علبة الفول ) تفي بالغرض رغم إغراءات صاحب المطعم وعروضه المثيرة ..تناولنا وجبة الفطور فاتجهنا إلى أقرب بائع ( قات ) والبداية كان خيار زميلي أن أترجل من السيارة لشراء القات لكني تخلصت من هذه المهمة تاركا الأمر له ولقناعته وقبل أن يقرر بالنزول هرول أحدهم إلينا بربطة قات أستغرق بضع دقائق لشرح خصائصها وهويتها ( العمرية ) وكل ما يتعلق بها منوها أن من الصعب أن نجد مثيلا لها عند أي بائع مؤكدا على هويته بأنه ( رعوي ) وأن وأن فتم له ما أراد وأخذنا تلك العلاقية السحرية وأتجهنا إلى حيث غايتنا وطريقنا ؛ وعلى امتداد الطريق كانت طوابير السيارات والمتورات أمام المحطات وفي الاتجاه الاخر كانت طوابير بائعي ( البنزين ) من أرباب السوق السوداء يعرضون وبسخاء بضاعتهم للزبائن وكان سعر الدبة عشرين لتر في ذمار هو مبلغ 16000 ألف ريال لكل عشرين لتر بنزين ..؟!!
لكن ما أن وصلنا منطقة ( يريم ) ودخلنا حدود محافظة إب حتى هالني حد الانزعاج ما آلت عليه أحول محافظة إب وخاصة شوارعها السريعة منها والداخلية لتبرز أمامنا سلسلة من التساؤلات الباحثة عن إجابة عن سبب أهمال شوارع محافظة نطلق عليها عاصمة السياحة ؟ إب الخضراء الذي يفترض أن تكون أفضل بكثير مما هي عليه وأن تكون على الأقل شوارعها مرممة ومعبدة ومجهزة لمرور السيارات بأمان وهي إب التي لا تعاني ولله الحمد من صراعات مسلحة وتحظى برعاية استثنائية وهي قبلة الزوار من تعز ومن صنعاء ومن مختلف المحافظات اليمنية يفدون للراحة والاستجمام في إب الخضراء ولكن أب بلا شوارع بل خدمات بنية تحتية بلا وبلاء وهذه جريمة لا تغتفر بحق إب فماذا تعمل السلطة المحلية في إب ؟ وما هو دور المحافظ وواجباته ودوره وأين دور المكاتب التنفيذية في المحافظة ؟ وما هو دور صندوق صيانة الطرق والاشغال ووو؟ الأ تستحق محافظة إب أن تحظى بعناية ولديها من الموارد ما يكفيها لتظهر بالمظهر الجميل واللائق بها كعاصمة سياحية ..بل جريمة أن تكون تعز وهي تواجه عدوان مركب وفيها 12 جبهة قتال مباشرة ومع ذلك شوارعها وطرقها أفضل بكثير من شوارع وطرق محافظة إب ؟ ففي تعز دشن الأستاذ سليم مغلس محافظ المحافظة عهده بشق وتوسعت وترميم العديد من الشوارع داخل المحافظة وفي مديرياتها رغم الظروف التي تعيشها تعز فيما محافظة إب تهمل قصدا حتى أن زميلي سألني بقوله ؛ هل يمر محافظ إب من هذه الطرقات والشوارع ؟!!
أن شوارع إب فعلا تصرخ وتصرخ ولكن صرختها على طريقتها تناشد من بيدهم الأمر العناية والاهتمام بها ليس رحمة بالمسافرين وأرواحهم وسياراتهم بل رحمة بمحافظة يعشقها كل يمني وإليها يشد الرحال كل من يسعى للراحة وقضاء اجازته في ربوع هذه المحافظة التي تتوفر فيها كل مقومات الراحة باستثناء الطرقات والشوارع المنسية والتي تتعثر فيها ( الحمير والبغال ) قبل البشر والمعدات ..؟!!
يتبع غدا