_ محيي الدين جرمة
يندر ان تجد
الفة وشغف تلقي وانت تقرأ رواية اولى لمبدع او مبدعة. فتمنح حواسك وحدوسك قراءة جوانية وازنة ومشوقة الحرف. كما هو الحال مع ” رائحة
الكافور” للروائية العراقية المبدعة ميسلون فاخر.
القارئ هنا شاء ام أبى يجد
نفسه بإزاء ذائقة مختلفة مصغية لموسيقى .وتستبطن شخصياتها واحداثها .لغتها
..واشتغالها برسم اقتفاء تواريخ و حدث وآنيته في سياقات ما.
انه جموح السرد بتوقيعات
خطابه وإمتداد تحولات الصوت والزمن الذي يصير بطلا وشاهدا هو الآخر على كشف
..وجرآت تجليها رؤية الراوية كبطل ايضا في صلب النص واحيازه المختلفة.
التجربة العراقية في
المدونة السردية العربية لايستهان بها. في محاولة اقتفاء تيمات الألم العراقي
وقضايا وتفاصيل اخرى من صميم الوجع الانساني.و رواية ” رائحة الكافور”
تنفرد بهوية للسرد غير مستغلقة على افق الطموح والتجاوز في تقديم تجربة تشي بثقة
سرودها ومتخيلها.
فلا يحضر في سطورها ذلك
الهاجس الممض الذي كثيرا ما يصرف كثيرين من الكتاب عن تحقيق ابداع جلي النص. بقدر
ما تلمس موهبة الكاتبة في التثبت من بصمة و” دهشة القراءة الاولى”
والحفاظ على طراوة ما تأخذ متلقيها بشغف حتى الذروة.
ان من بين
اشكالية تعثر الكثير من الساردين والساردات عربيا انهم يكتبون وفي بالهم ”
البوكر ” قبل فكرة الرواية نفسها وما يسطرون ؟؟!!
وايا كانت الجائزة اي جائزة فهذا حق للكاتب السارد او
الساردة الروائية غير انه يبقى التعبير الحر يطبع صاحبه بأفق اكثر حساسية تجاه
واقعه ومجتمعه للتفاعل مع محليته بصدق فني
ذلك ان الصدق الفني لاي عمل او جنس ادبي ما يوصل في
حقيقة الأمر الى العالمية وليس مجرد التربيطات والنفاق الثقافي مع دور نشر وورش
جلها لا يعدو سوى عن كونه سماسر ودساكر ومحال للعرض والتفرطات اللغوية بتكلس مفرط
في هذاءاته.
اكتب هنا بالحاح عن الصدق الفني ..لماذا؟
لأنني اجد والفيت ذلك متعينا كشرط وعنصر ثري في سمات لغة
” رائحة الكافور” دون مواربات. او حذلقات نصية.و في غير دلالة لفظية من فصول
الرواية الاربعة
وهي ميزة استطاعت الروائية من خلالها التغلب في فكرة
السرد على غلالات السياسي التي تقحم تقريرها غالبا في مسرودات وتجارب عدة ..وهنا
ورغم الإلمحات المباشرة لذلك الا ان طبيعة سرد رؤية وحوار الشخصية قد حمل بعدا
لسيكلوجيا وحركة السرد بدون تعثر الوقوع في توهمات البعض بإقحامات مشاهد وصفية
يطغى عليها التكرار غالبا حد الملل.
ان مسالة النقد او المقاربة هي شراكة شغف قرائي ولا يجب
ان تتدخل فيها مشاعر من. نوع آخر.
ولابد وان اعطي الجملة حقها.فليس من طبيعتي ان اتصيد. بل
احفر في منطقة ومنطق كل ما قد يشي بجماليات او استتيقية بعينها.