- كتب: زكي حاشد
تعليق الحرية الفردية إلى إشعارٍ غير معلوم!
اليوم نرى ما لم نتصور أبدا أنه سيقع في يوم من الأيام؛ تغلق المساجد والكنائس والمعابد، يجلس الناس في بيوتهم وتغلق المحلات التجارية، والحدود والمطارات، وهذا شيء غريب على الإنسانية، لأن حرية السفر والتنقل من الحريات الكبرى التي شعر الإنسان المعاصر في العهد الليبرالي الحديث أنه قادر على أن يمارسها متى ما شاء، واعتُبرت من الحقوق الإنسانية الأساسية.
حتى إذا ظن الإنسان على أنه قد سيطر على الأمر، وأنه قادر على أن يأخذ أقرب طائرة إلى أي مكان يريده في العالم، جاء أمر الله بأن لا يتحرك من بيته، بل بأن يحد من التواصل مع الناس حتى مع من هم في بيته.
كل هذا شيء غير معهود وغير مألوف وغير متوقع ولا نعرف بالضبط متى سينتهي، وهنا مكمن الخطورة؛ من يقول بأن هذا الفيروس ربما سينتهي بعد أسبوعين أو ثلاثة فهو مخطئ، لأن أقل الدراسات تفاؤلا تشير إلى أننا نحتاج على الأقل إلى حزيران وربما نحتاج إلى أبعد من ذلك، وأكثرها يذهب إلى أننا نحتاج إلى ستة عشر شهرا أو ثمانية عشر شهرا حتى نستطيع أن نحتوي هذا الفيروس.
ما نعانيه اليوم مسألة طويلة، قد تتغير الأوضاع ويسمح للناس بالتحرك المشروط ولكن لا شك بأن القضاء على هذا الفيروس أو نزوله من المرحلة الخطيرة إلى المرحلة المعتدلة يحتاج إلى وقت طويل نسبيا قد يصل إلى عام أو عامين.