- فخر العزب
إهداء : إلى حبيبتي التي لم يخلق مثلها في البلاد ,,
طالباً للحرية من شراك الأنثى , ألوذُ من قيودي لأختار الانعتاق اللذيذ من أصفادِ الماضي , وأتوشح النسيان لأطمس ما علق في الذاكرة من قصصِ عشقٍ بائسة , فأنفض ما علق بصدري من غبار , وأفتحُ في كراريس العمر صفحةً جديدة “.
وأمرُ على ضفافِ القلبِ مرتجياً أن تكوني بشارتي بالغدِ الأجملِ والفجرِ الأنصعِ , وأن تزفين إليَّ أخبار القلب الباعثة على البهجة كلما أوليت وجهي نحوك , وكنت أرتجي أن تصبحين ملاذي الأخير حين تضيق بي العوالم لتكوني أنت عالمي الوحيد والأوحد .
أنا ــ ذلك الكائن الغريب ــ ما زلت إلى اللحظةِ طافحاً بالوجد , وغارقاً باللوعةِ , أرَّقتني التباريح , وأنهكني الهيام , وعاث بي الحبُّ الذي لم أمارسه إلا على صفحات دفاتر الشعر , وترافقني فيه تأوهات الليل التي أنفثها على فراشٍ خاوٍ ,وغرفةٍ يشاركني البؤس فيها .
أفوقُ من سباتٍ عميقٍ في الأسى , أفتحُ نوافذَ العين وأزيح ستائرها , لأراك تتربعين على بؤبؤ القلب وتتزينين بتيجان الفؤاد , وبك ــ فقط ــ أفتتحُ يومي معلناً عن يومٍ باذخٍ بـ “اللوعة” التي كنت تواعديني بها دائماً .
تعرفين أنَّ “اللوعة” وحدها قادرةٌ على انتشالي مما أنا فيه , تدركين أنها سوف تشعرني بحلاوة الحياة ولذة الحب , وستمنحني فرصة اكتشاف خوابير الأنثى التي بها أكتمل , ومعها أفيض بماء السعادة , ولها أقذف أمواج البهجة في لحظاتٍ عامرةٍ بالنشوةِ نقضيها معاً .
” أنا عبدك المطيع , وأنت جاريتي المأمورة ” هكذا سأقول لك كلما دقت ساعة اللقاء بيننا , وحين تتشابك أصابعنا يكون موعد القصة الكاملة قد بدأ للتو ــ إنها قصة عشقٍ أسطوريةٍ لا يشبهها “قيس ليلى” ولا حتى “روميو وجوليت” ــ تبدأ الحلقة الأولى بابتسامةِ ثغرك اللامع كالبلور وسحر عيونك الباذخة بالألق , فيرغمني هذا المشهد أن أسدل أصابع يدي بين جدائل شعرك والانفجار غزلاً بجمالِ وجهك الدرِّي .
لساني تُمطر غزلاً بالقوافي , أشيد منها بنياناً مرصوصاً يكتمل ليصبح قصراً نسكنه معاً , ترافقنا فيه العصافير بتغريدها والحمام بهديلها , وتنقش روعته الفراشات المنقوشة بالأحلام .
نبحرُ معاً على سفنِ التتيم وننشد بلاداً أخرى تتسعُ لأحلامنا الوردية , تتماوج عبارات الغزل من حولنا , وتساعدنا الريح للوصول إلى قلب بعضينا , فما ألذ ركوب البحر حينها .