- كتب: عيبان السامعي
مثلما تكتسب أفكار ووقائع استثنائية سمة الخلود، فكذلك تجد أشخاصاً استثنائيين يستحقوا وبجدارة أن نصفهم بالخالدين..
والشخصية الاستثنائية الخالدة.. تلك التي تبدو مواقفها وأفعالها على عكس غيرها، وكأنّها تشكّل المجتمع وتصنع التاريخ، إنما تستمد مكانتها وقوتها من أبناء الشعب.
آمن مقبل بالشعب، وخاض من أجله نضالاً مريراً ودؤوباً طوال عقود من الزمن.
لم يسعَ إلى بناء مجدٍ خاصٍ به، أو بحث عن نجوميّة ما، أو توّسل الأضواء، أو فكّر _ لمجرد التفكير _ أن يسترضي السلطة أو يحصل على مكسب؛ رغم كل المغريات المعروضة عليه؛ لكنه أشاح وبعناد عن كل ذلك، وقاوم ببسالة مغريات السلطة وإرهابها.
فأعاد للسياسة مضمونها المبدئي الجوهري في مرحلة شهدت حالة انحطاط وتهاوٍ للقيم وللمعاني الكبرى.
لا عزاء لنا بهذا الفقد الجسيم سوى أن نستلهم تراث الفقيد مقبل ونتمثّل سجاياه في سبيل تحقيق العيش الكريم والحرية والتقدم الاجتماعي وبناء الدولة الاتحادية العصرية.