- محمود ياسين
حتى الأمراض لم تعد أسماؤها جيدة ، المكرفس ، إنه لمن المرهق حقا أن يخطر لك مقاومة المكرفس بما ينطوي عليه من حضور هكذا لزج وغير منتظم وكأنك متطوع دحباشي في عدن وعليك إظهار الإحترام لمرض يبدو لي من حقبة السلاطين .، أو أنه تبقى من لحظة استياء تهامية أو أنه هكذا شكل من الدعابة التي تهزء بها الحديدة من الزمن
الأسماء العلمية أكثر لياقة ولو مؤخرا على الأقل فحياتنا لا تحتمل أي كرفسة إضافية .
ولقد لحقتنا فوبيا من نوع ما وكأنك إذ تمتعض من هكذا تسمية فكأنما تسخر من أحد الرموز المناطقية وهذا غير وارد الآن على الأقل ، فنحن بصدد مهمة إظهار الإحترام لكافة أمراضنا الوطنية ، وياله من قدر هذا وأنت تتملق فيروسات يعج بها الوطن ،
يبدو لي أن المكرفس هذا فيروس استخدم عبد ربه هادي كعائل وسيط حتى تخطى مرحلة التلاشي وباعتبار هادي بيئة جيدة لتنامي الخارطة الجينية للفيروس واستكمال أحماضه وجاهزيته للاستقلالية والتنقل بعدها بكفائة ،
المكرفس ، ياله من مساء يجعلك أقل حماسا للتطوع في المهمات الطبية ، ولقد تقمصتني شخصية طبيب من ،” أطباء بلا حدود” واقف بباب مخيم إيواء وماشابه ويعاني صعوبة في إعادة نطق كلمة مكرفس ويظنه اسم منطقة ، وأنا في الحقيقة ودون تقمص أحد بقيت أفكر أن المكرفس نوع من الهريسة التي قدمها لي بائع في تلك البلدة التي على طريق عدن حيث الحشد من القبيطة الذين يصطفون على جانبي السوق وللدرجة التي تجعلك تفكر أيضا ما إن كان أبناء القبيطة لا يزالون هناك يبيعون الحلوى أم أن المكرفس قد اعتبرهم مجرد شماليين وقام بطردهم وتحول بعدها لمرض .
أو أنه حلاوى تهامية سئمت تقلبات مزاج المراوعة وهو أيضا كان لقمة يقدمها البرعي لعابري السبيل وفي الأيام الأخيرة شعر بالبطالة وتحول لفيروس يلاحق ماتبقى للتهامي من حياة لم تتنبه لها الحرب.
يجوب المكرفس الآن تضاريس بلد استيقظت على كثبانها كل الفيروسات التي ظنناها قد انقرضت .
وأن يباغتك المكرفس وأنت بلا دولة فهذا شكل من بلطجة البكتيريا.