قصة قصيرة
- عبدالحكيم الفقيه
غادر سعد إلى تعز وغادر سعيد إلى صنعاء وخيم الحزن على أمهما الحاجة سعيدة التي أغرورقت عيناها وهي تودعهما قائلة : في حفظ الله يا أولادي.
الحرب مازالت شرسة والرواتب مقطوعة والكهرباء كذلك ولا وسيلة للأخبار إلا المذياع.
لم تعرف الأم أن سعد سيلتحق بالمقاومة في تعز وأن سعيد سيلتحق بجبهة الحوثي مشرق صنعاء وهما لا يعرفان نية بعضهما البعض.
سعد في التاسعة عشرة من العمر وفي المستوى الأول الجامعي لكن الفقر جعله يوقف قيده في الفصل الثاني وسعيد في الثانية والعشرين من العمر وهو عاطل عن العمل منذ تخرجه من الثانوية قبل اربع سنوات. وكان البيت يعتمد على راتب والدهم الشهيد وتحويلات أخيهم الأكبر مسعد الذي يعمل سائقا في احدى شركات الرياض.
أستطاع سعد الدخول إلى تعز ومقابلة المسؤول الذي وجه بضمه لجبهة مقبنة واستطاع سعيد مقابلة المسؤول الحوثي الذي وجه بضمه لجبهة نهم.
تعودوا أن يهاتفوا أمهم كل جمعة لكن مرت ثلاث جمع دون مهاتفة فازداد قلق الأم.
تم نقل سعد الى الوازعية ومن ثم الى الحديدة وتم نقل سعيد الى ميدي ومن ثم الى الحديدة.
في صبيحة العيد تلقت الأم مكالمتين الأولى من قائد حوثي يبشرها باستشهاد سعيد ليلة البارحة في الدريهمي وأنه في الفردوس وبعد ساعة هاتفها قائد في المقاومة يبشرها باستشهاد سعد وارتقائه الى مصاف الشهداء فجر اليوم في الدريهمي وأنه في عليين.
فقدت الأم بصرها وتناهى الى مسامعها أن سعيد قتل باللغم الذي زرعه سعد وأن سعد قتل باللغم الذي زرعه سعيد وزاغ عقل مسعد عندما شاهد صور أخويه ضمن الجثث المعروضة في إحدى جرائد المهجر.
- 24 أغسطس 2018
مدينة إب.